Wednesday, March 21, 2012

تعليقات - مارس 2012


هذه مجموعة من تعليقات كتبتها الأسبوع الماضي خلال دردشات إلكترونية ، ضمن حالة قد تبدو كأنها التقاط أنفاس قبل جولة انتخابات الرئاسة المصرية، لكن تحت السطح توقعات وآمال كبرى تعيش حالة الخوف من ارتطامها بحقيقة ما فعلته الأطماع في الثورة، وما نصبته التحالفات من شباك لسرقة آمال الأجيال الصاعدة، وهو ما سيكون مصدراً هائلاً للضغط على أية سلطة تدعي شرعيتها؛ الشرعية الآن معلقة في الهواء، لا يمسك بها أحد، ولن يستطيع، فمصدر الشرعية أصبح الشعب نفسه، وليس أكاذيب الإعلام المأجور، ولا فتاوى المتسترين بالدين.
قد تبدو الشرعية عصية على الفهم، حتى للجموع التي تمنحها، لماذا تقبل هذا وترفض ذاك، لكن المؤكد أن القلق الشديد الذي أصاب الإنسان المصري بعدما أدرك أنه مانح الشرعية، وليس من يتم تلقينه عبارات رسمية حولها، هذا القلق أغلق الباب نهائياً أمام سحب الشرعية منه مرة أخرى؛ فكرة العودة لما قبل تعني الانتحار.
هذه بعض الدردشات في أجواء الترقب:
"سياسة صفوت الشريف الإعلامية لم تتغير: تتويه الرأي العام عن الأمور الأساسية، إثارة أمور تافهة تحرك الغرائز أو النعرات أو التعصب، مسخ الأمور والقضايا وخلق رموز ومشاهير ممسوخين لتشويه معايير القيمة والرقي، والإيهام بالتدهور الحاد في الأمور والأوضاع للقبول بالحد الأدنى.... هي نفس السياسة من توفيق عكاشة لشوبير للإبراشي للمرشحين المزيفين لمنصب الرئاسة لشيوخ الإثارة من إرضاع الكبير إلى كل ما نشاهده في البرلمان من "إرضاع" البلكيمي والمواقع الإباحية ومنع تعليم الإنجليزية.. حتى مسمى النظام السابق جزء من الإيهام.. بصراحة مفيش نظام سابق هو هو نفس النظام، بس المعارضة الحقيقية خرجت من صمتها وأحرجت المعارضة المزيفة".
"حاليا بنعيش مرحلة دخول الباعة الجائلين للفيسبوك، ودول غير اللجنة الإلكترونية، يعني مهمتهم تتويه الأمور وتسخيف القضايا وشغل الناس بقضايا تثير التعصب.. سكتنا طويلة، لأن السياسة دي عمرها قصير.. المكاسب لن تكفي كل الإسلاميين.. خاصة إن التكاليف بتاعتهم (معنويا وماديا) كبيرة قوي.. وخروج المحبوسين بالمحاكمات العسكرية حيتواصل.. وإحباط الناس العادية من عدم تحسن الأوضاع حيبقى كبير خاصة إنهم منتظرين وعندهم توقعات كبيرة من موضوع الرياسة بعد ما أخدوا صابونة في البرلمان.. ولسه، حاجات تانية كتير منها إن تجمعات الثوار بتترسخ بتاخد مزيد من الثقة بالنفس، حتى لو شكلها انها لم تحقق اي مكاسب لكن أهم مكسب هو الثقة بالنفس وعدم الخوف من سلطة النظام ومن الإسلاميين، متتخيلوش الخوف من الإسلاميين في التسعينات وما بعدها كان عامل إزاي، لأول مرة اشوف الجرأة والقدرة على المنافسة دي من اليسار والليبراليين وغيرهم من تجمعات الثوار".

"لما الإسلاميين نجحوا في انتخابات بعض الدول الديموقراطية زي ماليزيا وإندونيسيا وتركيا نجاحهم كان فرصة ليهم يحققوا إنجازات تبني رصيد سياسي حقيقي مش مجرد حسن ظن، لكن وجودهم في السلطة بيخليهم يقعوا في أخطاء ويرتكبوا انتهاكات، مفيش سلطة مش بتخطي، وده أسقط عنهم الهالة، لكنهم حققوا إنجازات ورصيد سياسي، واصبحو مرنين، سياسيين مش دعاة دين لابسين رداء الطهارة وبس.. عندنا الإسلاميين لم يصلوا للحكم، وانما لمكاسب شخصية وتنظيمية مقابل إنهم يبقوا "الفوطة" اللي العسكري بيمسح فيها كل ارتكاباته.. دي خسارة مزدوجة مقابل "لا رصيد"، أو رصيد أشبه بالصفر.. وده حيخليهم ينقسموا، ويسقط هالة حسن الظن عنهم بدون ما يحققوا إنجازات، يعني حيرجعوا برده "لشنطة رمضان" في الانتخابات اللي جاية، واللي هي حتكون قريبة، سنتين بالكتير من عهد الرئيس الجديد".أوضاع للقبول بالحد الأدنى.... هي نفس السياسة من توفيق عكاشة لشوبير للإبراشي للمرشحين المزيفين لمنصب الرئاسة لشيوخ الإثارة من إرضاع الكبير إلى كل ما نشاهده في البرلمان من "إرضاع" البلكيمي والمواقع الإباحية ومنع تعليم الإنجليزية.. حتى مسمى النظام السابق جزء من الإيهام.. بصراحة مفيش نظام سابق هو هو نفس النظام، بس المعارضة الحقيقية خرجت من صمتها وأحرجت المعارضة المزيفة

"إيه لازمته ترشيح الفقاعات الإعلامية اللي زي محمد حسان للجنة صياغة الدستور؟ يبقى إيه دور لجان كبار العلماء في الأزهر ومجمع البحوث لما واحد زي ده هو اللي يعتبروه أخصائي؟! يسرحوا في المقابر يقروا قصار السور على أرواح الميتين؟!".

وتعليقا على مقولة: الثورة عماله ترجع للخلف .. وتــرجع للخلف ..لحد ما خـلاص هـتـرشق في ثورة يــوليو.
"بعد ما شوفنا أداء البرلمان، وركوع العسكري، وكشوف العذرية، بيتهيألي إن الخوف من إنها توصل لما قبل الثورة العرابية".
وعلى مشروع قانون منع التظاهر الذي أعده النائب الإخواني صبحي صالح الذي شارك في لجنة تعديلات الدستور:
"الراجل ده أمنية حياته يبقى ترزي قوانين لحساب أي ديكتاتور، معقول يمنع التظاهر وريس البرلمان بتاعه كان في السجن وعمر سليمان خرجه لما قامت مظاهرات بتطالب بالحرية!".

"عن نفسي لي تحفظات على أبوالفتوح، لأنه في حالة الفوز (أصدقائنا) الإسلاميين حيعتبروا فوزه هزيمة لغير الإسلاميين، لذلك لدي شرط محدد لأمنح صوتي له، ان يتعاون مع حمدين صباحي أو خالد علي أو بسطاويسي، ولا يعنيني من في الثنائي يكون رئيس ومن يكون نائب، لكن ابوالفتوح سينجل لا يحصل على صوتي، وإنما كواحد ضمن ثنائي يجمع بين الإسلاميين وغير الإسلاميين، ساعتها أنتخبه وضميري مستريح لأني ساعتها أبقى مطمئن إنه فعلا متعاون مع غير الإسلاميين، مش مجرد بيتكلم عنهم كويس، ولما يمسك الحكم ينط الإسلاميين ويقولوا الشعب اختار المرشح الإسلامي.. مش حيقولوا عليه المرشح الثوري، لأنهم مش بيشوفوا إلا نفسهم".
"اللي مخوفني إنه مع نسبة التزوير اللي حتحصل ( ومنها لم الناخبين البسطاء في أتوبيسات من القرى وتوجيه صوتهم) ممكن يقع المرشحين الكويسين كلهم، نتيجة تفتت أصوات الكتلة الواعية، ونلاقي نفسنا قصاد عمرو موسى وشفيق أو سليمان في الإعادة النهائية.. كده تبقى مصيبة، من المهم حشد الناس للمشاركة، والاتفاق على حد يبقى صوت الثورة والتغيير، وموضوع اتفاق اتنين من تيارين مختلفين هو المعادلة المستحيلة إللي لو حصلت حنضمن لنا التصدي للألاعيب".

خالص عزائى لكل أصدقائى الأقباط المصريين

أحمد غريب

Thursday, March 15, 2012

تورنتو..مدينة الأشجار الواقفة في الماء


برج سى إن تاور (CN Tower) ثاني أعلى بناء في العالم حاليا

أحمد غريب
الصور من: www.torontowide.com
تصوير: دوجلاس براون

لمدينة "تورنتو" الكندية حظ من اسمها، والذي يُنطق بلغة قبائل الإروكوي التي سكنتها قبل وصول الأوروبيين "تكارنتو" Tkaronto  ويعني "حيث تقف الأشجار في الماء" ويرجَّح أن هذه التسمية تعود تحديداً لمنطقة شمال تورنتو الحالية، التي تتصل فيها بحيرتان من البحيرات العظمى. يجسد المعنى القديم لاسم المدينة صورة أصيلة في شخصيتها الحديثة، فبالرغم من أنها أكبر مدن كندا وخامس أكبر المدن في أمريكا الشمالية إلا إنها تتمتع بكثافة المساحات الخضراء وتداخلها مع البنيان على نحو نادر. كما يفسر معنى الاسم تلك النزعة في شخصية المدينة  نحو مراعاة معايير البيئة وتغليب قيم الانسجام مع الطبيعة، باستلهام قيم ثقافة الهنود الحمر أو السكان الأصليين، كما يكشف الاسم خلفية الحالة النابضة والحيوية للمدينة والتي وضعت تورنتو في مركز القلب الإقتصادي لكندا ومنحتها درجات عليا في تصنيف جودة المعيشة بين مدن العالم.

 تجسد مدينة تورنتو، التي يبلغ عمرها 176 عاماً فقط، صورة الماء منساباً بسلاسة بين الأشجار بأكثر من طريقة. سلاسة الحركة في الطرقات ملحوظة مثلما هو تناغم الأعراق المهاجرة إليها، حيث وُلد خارج كندا نصف سكان المدينة البالغ عددهم 5.5 مليون نسمة، ما جعل اليونسكو تصنفها أكثر مدن العالم تنوعاً في الأعراق. ويبلغ عدد سكانها الكلي شاملاً ضواحي المدينة أكثر من 8 مليون نسمة، وهو ربع سكان كندا، ما يجعلها قلبا نابضاً للبلد في الثقافة والفنون، وإدارة الاقتصاد، والتأثير والإلهام السياسي أيضاً.

 وقد شهدت تورنتو عدة دورات من البناء والتشييد والتوسع وإعادة التشكيل رغم شبابها، وفي كل مرة كان الهدف إعادة صياغة شخصية المدينة لتستوعب سكانها الجدد أو المتوقع وصولهم. ينقسم تاريخ المدينة إلى ثلاث مراحل رئيسية الأولى هي ما قبل عام 1800، حيث سكنتها قبائل الهورون منذ 1500 ثم الإروكوي ثم توافد المستوطنون الإنجليز خلال القرن الثامن عشر، ومنذ عام 1793 تم تخطيط المستوطنات كمدينة بهدف تأمينها من هجمات الأمريكيين الذين خاضوا بالفعل حرباً هاجموا فيها تورنتو عام 1812. من هذا التخطيط اكتسبت المدينة مخططها الرئيسي الحالي، وفي إطاره نمت جماعات المستوطنين وتفاعلت خلال الفترة من 1800إلى 1945، فكانت تورنتو من أول مدن أمريكا الشمالية التي تمنع العبودية وتسلك طريق الحداثة وحقوق الإنسان وتلقي بثقلها على مبادئ التعايش والعلم والتكنولوجيا كأداة للحياة العصرية.

 تورنتو هي عاصمة مقاطعة أونتاريو كبرى مقاطعات كندا، ويتحدث سكانها الإنجليزية كلغة أولى إلى جانب خليط من اللغات. يجسد مبنى بلدية تورنتو الحديث، بتصميمه على شكل مركبة فضائية، الطور الحالي الذي تعيشه المدينة منذ عام 1945، كمركز تكنولوجي ومالي للدولة وملتقى للفنون والأفكار والفعاليات ليس في كندا وحدها ولكن على مستوى أمريكا الشمالية،  وقد استطاعت تورنتو أن تتقدم خلال السبعينات من القرن العشرين صوب مكانة المدينة الأولى في كندا متقدمة على مونتريال التي تمتعت بهذه الصفة منذ قيام الدولة عام 1886. وقد أثمرت موجة العصرية التي سادت في السبعينات عن تحول مشروع برج كانت تعتزم تشييده هيئة سكك حديد كندا إلي مشروع أطول برج في العالم وقتها، وقد ظل كذلك منذ عام 1976 حتى فاقه "برج خليفة" طولاً، ويبلغ ارتفاع برج "سي إن تاور" CN Tower 553 متراً ويتمتع بتجهيزات خاصة لتوفير الأمان خاصة عند تساقط الثلوج.

 يطل برج السي إن تاور على جزيرة تورنتو في بحيرة أونتاريو، والتي تمثل زيارتها استعادة لصورة مسمى المدينة القديم "حيث تقف الأشجار في الماء" فهي عبارة عن سلسلة من الجزر الصغيرة تسبح بينها طيور البجع والبط الأمريكي بأمان بينها تنمو عليها أنواع عديدة من الأشجار والنباتات بغزارة نادرة وهي مجهزة للضيافة السياحية.

ساحة عامة للتزلج أمام مبنى بلدية تورنتو القديم (بني في القرن التاسع عشر)

مدينة التصاميم
 اكتسبت النزعة العصرية التي تأكدت منذ السبعينات سمة إنسانية بانفتاح المدينة أمام موجات من الهجرة القادمة من آسيا وإفريقيا لتصبح كوزموبوليتانية بالفعل وليست قصرا على الأوروبيين، وأهم ما يميز هذا الطور طموح كبير نحو الريادة في تطبيقات التكنولوجيا الحديثة والمساواة وحقوق الإنسان، أما البحث عن معادلة صعبة تحافظ على الروح الأصلية للمكان، وهي الانسجام مع الطبيعة، فيجسدها ذاك القانون الذي يحتم على كل بناء معماري تخصيص ما يعادل 1% من ميزانية تشييده من أجل عمل فني أو بيئي حول أو داخل البناء يكون متاحاً للعامة، فتتبارى ناطحات السحاب وسط المدينة في ابتكار أشكال جمالية ومجسمات ومساحات خضراء ونوافير، تتميز بابتكارات تصميمية لخدمة التفاعل مع الجمهور؛ أما إذا كان العمل الفني جدارية داخل المبنى أو مجموعة من اللوحات فتتاح زيارتها للجمهور نهاراً.

لفنون التصميم مكانة ودور بالغ الأثر في تميز هذه المدينة، فأعرق وأكبر معاهد وكليات التصميم العديدة هو معهد أونتاريو للفن والتصميم تأسس عام 1876، يعد بناءه الأحدث من أروع البنية تصميما فهو يشبه المنضدة ويرتفع بأعمدة مائلة عن الأرض بينما تبدو طوابقه الأربعة كصندوق قد يحتوي على مفاجأة ما، وهو من تصميم المعماري البرؤيطاني ويليام ألسوب وقد افتتح المبنى عام 2004. وتتميز تورنتو بمجموعة من الشوارع القديمة التي تحمل تراث المدينة خلال مائة عام مضت، وقد تبارى الرسامون قديماً في تصور الحياة في شارعي كينج وكوين اللذان يوازيان شاطئ بحيرة أونتاريو، يتميز الشارعان بأنهما مركز للجاليرهات والمسارح والأنشطة الفنية والفنادق، ويخترق الترام كلا من الشارعين حيث تعد هذه الوسيلة التقليدية للمواصلات علامة جمالية للشارعين، وهما مقصد الفنانين والأدباء عند زيارة المدينة وبهما عدد كبير من المقاهي التي تحمل نفحات ثقافية من مختلف البلدان.

بهذا المزيج الذي يجمع بين سخاء الطبيعة، وغزارة الفنون والتصاميم التي تنمو بالتوازي مع حركة البناء، وتتنوع أشكالها مع تزايد العرقيات والجنسيات، لا تعتبر تورنتو مكاناً قليل التاريخ مقارنة بعمرها وبالنزعة الحداثية في شخصيتها الحالية، والتي تجسدها أيضاً "قلعة كازالوما" بإرثها الأوروبي كمقر للحاكم في زمن الإمبراطورية البريطانية. تورنتو ليست نسخة ترفيهية لامعة على طريقة "ديزني لاند"، بل مكان تتنافس فيه مكونات ثقافية وجماليات من خلفيات تاريخية مختلفة، وهي عاصمة أولى للتصميم والمصممين في العالم من هذه الزاوية التي ينصهر فيها التاريخ ليكشف حكايات إنسانية لا صراعات على السلطة.
قلعة "كازالوما" مقر الحاكم الكولونيالي في القرن التاسع عشر، وتتميز بتطبيقات طليعية لتكنولوجيا الرفاهية المنزلية
Photo: Tourism_Toronto

متاحف غير سياسية
تحتضن تورنتو عدداً كبيراً من المتاحف، مثل متحف أونتاريو الملكي الذي يضم أقساماً للتاريخ الطبيعي وخاصة هياكل الديناصورات التي عثر عليها بوفرة في كندا حول البحيرات العظمى وفي المناطق الجبلية، كما يضم أقساماً عن الحضارات القديمة في مصر والصين والهند واليابان، وحضارة السكان الأصليين في أمريكا، وتشجع طريقة العرض العصرية الزوار على لمس ومعايشة الأجواء، سواء أجواء البحث والتنقيب عن الحفريات أو أجواء التاريخ القديمة، من خلال ارتداء الملابس والتسلية بألعب مستوحاة من وحي أنماط الحياة التاريخية، لكن ذلك مجهز بطريقة تحفز الزائر على التساؤل والتنقيب وتثير فضوله نحو مزيد من المعلومات.

تتفرد متاحف تورنتو بنظرتها للماضي بحثاً عن الإنسان وليس السرد التاريخي الزمني للأحداث الكبرى، لذا تحتفي بأدوات المائدة في الحضارات الصينية والهندية وغيرها، بينما تضم المدينة متحفين أحدهما متخصص في الأحذية، والآخر في الأنسجة، ومن الحذاء والملبس تتكشف صور إنسانية غير معتادة عن الماضي في المتاحف التقليدية، قد نتتبع تطور نوع معين من النسيج بالتفاعل مع البرد أو الحر الشديد في منطقة معينة، وكيف تطورت طرق الحياكة لتلبي الحاجة الجمالية والأخلاقيةو الثقافية، كما تحكي الأحذية قصص الحمام الإسلامي والكعب العالي الفارسي وزهد الحذاء القبطي، وقصص غنسانية مدهشة يتبارى ألمع الباحثين في مجال التاريخ في نفض الغبار عنها بهدف توكيد البعد الإنساني في البحث التاريخي الذي تعرض للظلم بسبب طغيان زاوية الحكاية السياسية  عليه.

من المتاحف المميزة جاليري أونتاريو للفنون Art Gallery of Ontario المتخصص في الفن الحديث والمعاصر، ويتضمن مجموعات من إبداع مشاهير الفنانين مثل بيكاسو وبراك وماتيس وجوجان، ومركز أونتاريو العلمي وهو متخصص في تطبيقات علوم الفضاء والفيزياء، متحف فنون الإنويت المتخصص في الأعمال فنية والحرفية لأبناء شمال كندا الأصليين الذين كانو يعرفون بالإسكيمو وأصبحوا يسمون بالإنويت نسبة إلى لغتهم. وتقام في تورنتو خلال الصيف والخريف مجموعة من المهرجانات الفنية والإبداعية أهمها مهرجان تورنتو السينمائي الذي فاق مهرجان فينيسيا أهمية في السنوات الأخيرة وأصبح تالياً في المكانة لمهرجان كان الشهير، وتعد المدينة أحد مراكز لعبة هوكي الجليد في أمريكا الشمالية.

جانب من الواجهة الخارجية لجاليري أونتاريو للفنون
Art Gallery of Ontario
فصل الخريف

Friday, March 9, 2012

الألتراس والسلفيون


أحمد غريب

الثورة غيرت من طرق إنتاج المعلومات والإعلام، وليس المقصود بذلك الوسائط الإعلامية الجديدة مثل الفيسبوك أو اليوتيوب والبلوج وتويتر، الأهم من ذلك أنها كسرت احتكار النظام الرسمي لحق صك المسميات والمصطحات، خاصة أجهزة الأمن فهي مثلاً التي صاغت مسمَّى "جماعة التكفير والهجرة"، بينما كانت تسمي هذه المجموعة نفسها "جماعة المسلمين"، وليس ذلك إلا مثال صريح على نحت المسمىات من الأساس، والذي كان النظام يمارسه بدرجات مختلفه أخطرها هو إسقاط  التفسيرات أو الدلالات والمعاني، واحتكار تفسير الأمور والأحداث من خلال السيطرة على الإعلام والإعلاميين.
"الألتراس" و"السلفيون" مسميان متواجدان قبل ثورة 25 يناير، لكنهما اقتحما عالم السياسة بعدها، وهما إطاران لروابط يمنح كل منها تجربة وسمات للمنتمين لها، وقد تفاعلت هذه الروابط مع الثورة على نحو كشف سمات وملامح جديدة للإنسان المصري في عهد الثورة، خاصة الشباب الذين هم عظم ولحم هذه الثورة.
فمنذ الهبة الشعبية الأولى في يناير كانت الإشارات الصادرة من ميدان التحرير تحمل عبارات الثناء على فدائية وشهامة الألتراس، بكل انتماءاته سواء لأندية الأهلي أو الزمالك أو الإسماعيلي، وهي الأندية الأكثر جماهيرية وعراقة، حيث تشكلت جذور الانتماء لهاً بالتفاعل مع سياقات تاريخية وطنية تكاد أن تكون معروفة للجميع، بينما أثير الجدل حول الفوارق بين دعاوي الفرملة وكبح الثورة التي تصدر بأشكال مختلفة من رموز سلفية (بداية من تحريم الخروج على الحاكم)، إلى درجة وصل معها الأمر أن يرشح واحد كعبدالمنعم الشحات نفسه في الانتخابات البرلمانية التي تمت في عام الثورة بينما هو يصرح بأن الديموقراطية كفر! في تناقض مذهل للجانب الأخلاقي لشخص يفترض أنه يمثل رابطة أساس دعوتها الأخلاق!
بعض الشباب السفلي حائر، فهو مثلاً يحاول محو صورة العزلة عنه، فينشئ صفحات على الفيسبوك بعناوين مثل "سلفيو كوستا"و"الحياة بقى لونها سلفي"، لكنها مبادرات تحمل رسالة طمأنة تؤكد الشكوك ولا تنفيها، وبينما تستمر حالة التناقض باضطراد مع أداء شخصية المتحدث الرسمي باسم حزب النور، نادر بكار، كمعتذر رسمي عن ما يبدر من رفاقه كل حين! يحمل الإعلام الشعبي الجديد (اليوتيوب وغيره من تطبيقات الإنترنت) بعض رسائل شباب سلفيين يبدون منعزلين عن الرموز التي تضفي تناقضات على التيار، وهذه الإشارات تبشر بإيجابية وتبدو صادقة في وطنيتها، بعكس الطريقة التي قدمت بها صورتهم في بداية الثورة وتفاعلاتها، خاصة الاقتحام المتعصب لموضوع تغيير بعض السيدات لديانتهن، بدلاً من لعب دور عكسي يهديء من الخوطر ويشيع الطمأنينة استناداً إلى أن الوطن لجميع المصريين.
من ناحية أخرى، ظلت روابط الألتراس على وفائها وعطائها للثورة، متمردة على نجوم الكرة ومشاهيرها الذين انحازوا للنظام ثم أصبحوا أدوات لفلوله، مثل الأخوين حسن وأحمد شوبير ومصطفى يونس وغيرهم، كانت هذه الروابط أكثر نضجاً واستقلالاً في تشكيل وعيها واختيار مواقفها، وكانت أيضاً أكثر مواجهة للقمع الأمني في الميدان، ولعلها الأكثر تعرضاً لأذيته حالياً بعدما أسفرت اعتداءات الأمن وبلطجيته المتكررة عن عشرات الشهداء في مذبحة استاد بورسعيد، وقبلها كانت هذه الروابط قد قدمت الشهداء بالآحاد والمصابين بالعشرات في أحداث أخرى، لكن حادثة بورسعيد هي الأكثر دموية ولاشك إذ استُشهد العشرات وجُرح المئات غدراً.
يحدث هذا الفارق بين شباب من نفس الجيل يعيشون التجارب نفسها، ويستغلهم الأمن كأدوات ينفذ بها رسائل الخوف والقمع. هنا سيد بلال، وهنا مذبحة استاد بورسعيد، واعتدءات في مباريات أخرى راحت فيها أرواح!
على صفحتي بالفيسبوك تساءلت عن سبب هذا الفرق في الوعي، والفارق في الأداء والمواقف؟ كيف يمكن لشباب من نفس الشوارع والمدن أن ينحاز بعضه لبرلمانيين كرتونيين ورموز متناقضة في قيمها مثل الشحات والبلكيمي، بينما يتمرد آخرون منه على محاولات غسل المخ كاشفين غياب الضمير عن مشاهير للكرة كانوا قد تربوا وشبوا معجبين بهم وبأداءهم كنجوم للعبة التي يحبونها؟
بعض الأصدقاء منحني إجابات مدهشة، سأذكر بعضها منسوبة لأسماء أصحابها وليعذرونني في الألقاب فمنهم الصحفي ومنهم الفنان:
أشرف نسيم: "دول ثقافة السمع والطاعة ... دول ثقافة جيفارا دول تنظيم رأسي ... دول تنظيم أفقي. دول قادتهم عواجيز وعملاء ... دول قادتهم شباب منهم".
محمد حربي: " الكرة لعبة ديمقراطية تشجع فيها باختيارك وهذا أول دروس الديمقراطية، والكرة لعبة جماعية لا يمكن لأحد أن ينفرد فيها بقرار. الديمقراطية سلوك وحياة والكرة ليست لهواً فارغاً كما يظن الكثيرون".
وسام مهنا: " هناك شباب اتجه للجامع نتيجة لعدم ثقته بنفسه، حتى يساعده على البقاء نقيا... وهناك من يثقون بأنفسهم، ويرون أنهم قادرين على الحياة بأمانة، بدون الاحتماء بمثل السلفيين. الأوائل انغلقوا على عالمهم الضيق. والأخرين تعاملوا مع قول السيد المسيح، أعطوا ما لله لله، وأعطوا قيصر ما لقيصر... لقد استغل السلفيون الفراغ الذى عانى منه شباب كثير، للسيطرة عليهم. وللحديث بقية".
وبعبارة موجزة اضاف الصديق عماد إرنست تعليقاً مقتضباً "مكان الشحن" وهي إشارة إلى الفضاء المفتوح لملعب واستاد الكرة وانطلاق الطاقات فيه، بينما – وهذا الكلام من عندي- انعزل في العقود الأخيرة دور المسجد كمعارضة سياسية في تكوين روابط أخوية (بدأها الإخوان المسلمون) تقيم فاصلاً بين الجماعة وبين فعاليات المجتمع، مما فتح الباب أمام دور ووظيفة بالغ المتدينون في ممارستها هي إصدار أحكام التحريم بدلاً من أن يكون المسجد مؤسسة اجتماعية متكاملة وسمحة تطلق الطاقات وتحتفي بالابتكار.
 بات مجال الابتكار الوحيد الذي تحتفي به مؤسسة المسجد في ظل عهد تلك الروابط الأخوية هو المشاريع التجارية الصغيرة، كون تراث الدين الإسلامي يحث على التجارة بشكل عام، إلى جانب ذلك بعض الوظائف العادية كدار للمناسبات وفصول تعليمية للتقوية وعيادة شعبية، وهي أمور محمودة لكنها لا تطلق طاقة خارج سياقها المألوف، ولا تشجع على نقد، بقدر ما تحمل تواصلاً اجتماعياً محموداً بان أثره في الانتخابات، لكن المتأثرين من أنصار هذه الروابط ارتبكوا وتناقضت الصور عن أدائهم عندما وجدوا أنفسهم في مواقف تتطلب استقلال الموقف والرأي والضمير، وربما شعر بعضهم أنهم ضحية تقنُّع البعض برداء التدين.

في  جولتي بالفيسبوك وجدت تعليقا للكاتبة منى برنس، التي أصبحت مرشحة محتملة للرئاسة، عن الألتراس أورده في هذا السياق: "أجمل حاجة في الألتراس دول إنهم أكتر ناس أو تنظيم متجاوز للتقسيمات الطبقية والاجتماعية والدينية... كل التحية للألتراس". هذا الأمر يمكن رصد مقلوبه على الجانب الآخر من الروابط التي اختارها نفس الجيل كروابط شعبية جماهيرية يحشد فيها نفسه، وهي الروابط  ذات النزعةالسلفية، حيث تميل مشاريعهم التجارية، وأيقونتها "محلات التوحيد والنور" إلى التأكيد على توفير ملابس الكاجوال مقلدة بأسعار زهيدة، بأسلوب يشبه نفس الطريقة التي ابتكر بها شباب آخرون تسمية "الحياة بقى لونها سلفي" فهم اختاروا أيقونة للرومانسية لطالما دغدغت مخليلة المشاهد المصري وآذانه وهو يستمع لسندريلا الشاشة تغني "الحياة بقى لونها بمبي" واستبدلوا بكلمة بمبي كلمة سلفي.
  لا أنكر أن ذلك قد يروق للبعض، سواء التسمية أو أسلوب تسهيل ارتداء الملابس الكاجوال، بغض النظر عن إهدار كثير من الذوق الذي لا يتطلب حيازته إنفاق مزيد من المال. فلا شك أنها كطريقة قادرة على حشد أنصار وجذب مؤيدين، ولفت انتباه كثيرين ممن لا يروق لهم، لكن لابد من التفرقة بين حيازة الأسلوب العصري وارتداء الزي الكاجوال، وبين قرصنته!

 قد يبدو الشكل لمن ينظر من بعيد متشابهاً إلى حد ما، لكن مجرد الاقتراب وتدقيق النظر يبين الفارق الأساسي بين صاحب الشيء ومن قرصنه منه.

 ولعل من المهم هنا الإشارة إلى أن حركات اجتماعية مشابهة آلت إليها الأمور بعد فشل الدولة في الصومال، نتج عنها "قرصنة" صريحة للسفن الملاحية التجارية. وهي حالة متطرفة بلغت حدها الأقصى سواء في فشل الدولة أو في ممارسة القرصنة الصريحة. ومن جانب آخر، وللأسف، لا يمكن أن أحتسب ما يفعله "التوحيد والنور" على النمط الصيني، رغم أن بضاعته المقلدة مستورة من الصين، فالصين تقوم بتصنيع رديء وقليل التكلفة تحارب به التفوق الصناعي الغربي، وهو ما يمكن لمصر أن تفعله أيضا لاعبة على وتر الهوية المصرية في ترويج بضاعتها مثلما تضرب الصين على وتر الهوية الصينية، لكن للأسف ما يحدث في مصر مسخ ليس له علاقة باستقلال الصناعة أو تطويرها، وإنما استغلال شكلي لفكرة الهوية الدينية لجمع أموال سريعة عن طريق الاستيراد!
الألتراس ليسوا ملائكة، هم متهمون بالتعصب، وأحياناً الشغب إذا زاد التعصب عن حده ولم يستطع هضم الهزيمة، وهم مبدعون في تأليف وغناء الأغاني، وتكوين الأشكال الجمالية التي تعبر عن عشقهم للكرة ولشخصية الأندية الرياضية التي التقوا على مناصرتها، لكنهم رغم تأييدهم لهذه الأندية ومناصرتهم لها فائزة أو مهزومة، لا تمنعهم محبتهم للاعب نجم أو مدرب ذكي من نقده، بل إنهم يستمتعون بالبحث عن مواطن الضعف مطالبين أنديتهم بالتغلب عليها.
 ولعل أحد عوامل الجذب في الكرة أنها قائمة على التطوير، وأنها مدرسة لتعاون الأجيال، فتسليم الراية من جيل لجيل من سنن الحياة في لعبة الكرة، بل إنه يتم كل خمس سنوات تقريباً في كل فريق، ووجود لاعب معمِّر يلعب وهو في الثلاثينات من عمره جوار لاعب يصغره بأكثر من عشر سنوات دليل خصوبة وتجدد وتعاون بين الأجيال، كذلك تحول الكبير لمدير للكرة أو مدرب أو انتخابه إدارياً أمر طبيعي، ولطالما تردد على ألسنة الشباب في العقود الثلاثة أو الأربعة الأخيرة أن الأندية المصرية هي الوحيدة التي تمارس قدراً معقولاً من الديموقراطية، وأنها الوحيدة التي تجري فيها الانتخابات بحد مقبول من النزاهة. يكفيهم من الديموقراطية أنهم معتادون على تقبل حالتي الفوز والهزيمة، ولا يعيشون في حلم مثالي يجعلهم محتاجين لإصدار أحكام بالتحليل أو التحريم على كل جديد استحدث على مدى قرون من الزمن!

Sunday, March 4, 2012

كيف أنتخب البرادعي؟

د.محمد البرادعي يوم 25 يناير 2011


عندما أصوت في انتخابات الرئاسة الأولى بعد الثورة قد أكتب اسم محمد البرادعي على تذكرة الانتخاب، حتى لو أدى ذلك لبطلان الصوت، فهو صحيح بالمعيار الذي يرتضيه ضميري.

عندما أكتب اسم حمدين صباحي في تذكرة الانتخاب سأكون أيضاً قد كتبت البرادعي.

وعندما أكتب عبد المنعم أبو الفتوح سأكون قد منحت صوتي للبرادعي.

وحين أختار خالد علي مرشحاً رئاسياً يمثل شباب الثورة سأكون قد انتخبت محمد البرادعي.

من منا لا يعلم أن البرادعي هو زعيم هذه الثورة الشعبية؟ من منا ينكر أن زعامته لم تكن سوى نبله الذي اتسق وتماهى مع الثورة الشعبية فلم يسع إلى قيادة كاريزمية، بل منحها زخم وجود القيادة دون أن يفرض عليها ما يكبل جموحها بسبب وجود قيادة تتعرض للضغط وترتبك في حسابات المكسب والخسارة؟

انتخابات البرلمان استفادت من الثورة، لكنها لم تكن تعبيراً عن الثورة والتغيير؛ فجاء البرلمان مسخاً مشوهاً، لا تشكل أغلبيته حكومة، وليس لها سلطة حقيقية سوى كونها ظلاً مدنياً للمجلس العسكري؟
ما الفرق في صلاحيات هذا البرلمان وبين أكذوبة وجود برلمان في كل عهود حاكم عسكري من ناصر إلى مبارك؟

خسر البرلمان خصوبته يوم أن تخلت القوى التي اندفعت إليه عن مركز قيادة الثورة؟ ومركز القيادة هنا هو ذلك التماهي مع الشعب ومطالب التغير؛ إنه الشرعية الحقيقية التي تمنح الثقل لمن يتحدث باسم الثورة، تجعل من صوته مرادفاً لصوت الجماهير، وقد ظل البرادعي وفياً لصوت الجموع، ولم يفرض وصاية عليهم، ولم يبتز عاطفتهم
بتاريخ سياسي مثلما فعلت كتلة الأغلبية في البرلمان، التي لم تصدر حتى الآن تشريعاً واحداً من مجموعة تشريعات تقوم بإصدارها أية ثورة في العالم تحت مسمى "تصحيح الأوضاع"؛ هل يقبل نواب البرلمان الأوضاع إلى هذا الحد أنهم لم يصدروا تشريعا واحداً، ولو تشريع يتعلق بالمرور أو بأي شيء بسيط تحت بند تصحيح الأوضاع؟! لماذا شاركوا في الثورة إذن؟

من منا يتذكر، أو قرأ في كتاب للتاريخ يقول، أن سعد زغلول قد قاد الثورة من موقع رئيس الوزراء بعد أن كلفه الملك؟! من منا؟

هل كان غاندي زعيماً لأنه تولى رئاسة الهند؟

هل حفظ التاريخ لجيفارا رمزيته لأنه تولى منصباً حكومياً رفيعاً؟

الثورة التي صنعتها قوى سياسية جديدة اقتحمت السياسة، وغيرت من موازين القوى المهيمنة عليها، بحثت عن شخصية معروفة تكون رمزاً داعماً للثورة، وذهبت لعمرو موسى فرفض قائلا: الطريق إلى الرئاسة مغلق، فذهبت لأحمد زويل الذي اعتذر، وعندما لجأت للبرادعي قَبِل وظل وفياً لما طُلب منه، أن يكون شخصية زعامية لثورة شعبية،  يكون صوته ترديداً واضحاً لصوت الجموع وهموم الجماهير.

قبل 25 يناير لم يكن لي صوت انتخابي، وبعد أن أصبح لي هذا الصوت فإنني أنتخب البرادعي.


تحديث (15 مايو 2012): قمتُ بانتخاب حمدين صباحي أحد المرشحين الثلاثة الثوريين، ولكل من خالد علي ود. أبوالفتوح التقدير والاحترام وتنميات التوفيق