Friday, May 30, 2014

انطباعات عن مؤشرات الانتخابات

 
 
بيتهيألي ان الهدف من ان نتيحة الانتخابات تبقى فوق التسعين في المية للسيسي هو تدشين سياسات انتقامية، لأن الاتنين المرشحين فعليا بينتموا لتحالف 30 يونيو اللي اطاح بمرسي، لكن استحواذ طرف على نتيجة عالية أكيد له معنى سياسي، لو النظام عايز يتعايش مع معارضة  بتنافسه وبتشاركه كان طلع النتيجة حوالين التمانين في المية بالكتير، لكن - في تقديري- هو بيدفع المعارضة اللي بيمثلها حمدين وحزب الدستور إلى الخانة اللي موجود فيها "مصر القوية"، وهي: الوجود على الهامش وتحين فرصة جديدة لإسقاط النظام، أو لاقتحام النظام وهو في موقف ضعف بحيث يكون الدخول والاقتحام قوي.. يبدو ان حسابات القوة اللي خلقها لجوء الإسلاميين للعنف ومعاداتهم المجتمع مطمنة النظام انه يقدر يهمش أي كتل سياسية تانية، ويعاقبها انها كانت السبب في دخول الإخوان الساحة، بحيث تبقى بتبحث عن طريقة دخول ليها هي.
لكن التوجه ده واجه أول عقبة ان الجماهير بتاعة التفويض اللي كانت بتسمع لإشارة السيسي اصبحت مطمئنة لقبضة النظام واقل خوفا من الإرهاب، وبالتالي بتميل لتفويضه دون حتى مشاركة في العملية الانتخابية لتدعيمه (اذهب انت وربك فقاتلا).
الحاجة التانية اللي حيواجهها التوجه ده برده هو "الدستور" نفسه اللي بيدي البرلمان صلاحيات تشكيل الحكومة بالتعاون مع الرئيس، ولا يسمح للرئيس بتشكيل الحكومة إلا بموافقة البرلمان (في تسجيل مسرّب للسيسي بينتقد الدستور الحالي والتغييرات اللي عملتها لجننته على نظام الحكم)، ونظرا لضعف بعض قيادات الحزب الوطني على الأرض، ووجود أحكام على بعضهم خلتهم ما يتحمسوش لحشد ناخبين للسيسي، ما فيش غير حزب النور يعتمد عليه بشكل أساسي، إلى جانب فتفتة البرلمان، بحيث يتم تحجيم حزب الدستور والكتلة المدنية اللي ممكن تاخد حصة كويسة، مش أغلبية لكن حصة جيدة، فيبقى حواليهم فتافيت كتير من الأحزاب التابعة لأمن الدولة.

 ده غير إن السيسي حيلجأ لسن مجموعة قوانين في غياب البرلمان تخفف من الحصار الدستوري اللي معمول على صلاحيات الرئيس، وده سبب إضافي لإظهار المعارضة إنها هامشية وليس لها رصيد في صندوق الانتخابات الرئاسية، علشان محدش يعترض على القوانين الانتقامية، واللي حيعترض حيناله أكثر قدر من الإجراءات الانتقامية كعقاب ليه وتخويف للآخرين.
دي انطباعاتي عن نتيجة انتخابات الرئاسة في ضوء ان الدعم الدولي والإقليمي اختار ان السيسي يقوم بتشكيل النظام ولم يتدخلوا في علاقته بالمعارضة، وليس كما كان الوضع مع مرسي لما كانوا بيضغطوا عليه يتوافق مع المعارضة، او مع مبارك لما كانوا بيضغطوا ضغط أخف لتقليل قبضته الحديدية عن طريق مطالبته بمعايير حقوقية.
 
 
 

Friday, May 9, 2014

عن حزب الدستور وحمدين صباحي


 
 
 
أفضل ما في تجربة الانتخابات دي بالنسبة لغير مؤيدي السيسي هو التحالف بين حمدين صباحي وبين حزب الدستور، أو بمعنى أصح خروج حزب الدستور للمشاركة السياسية الأولى الجادة بعد ما خلص فترة التكوين. الحزب ده ضم نسبة كبيرة من الناس اللي كانت من "الأغلبية الصامتة" قبل الثورة وقررت الانحياز للثورة ومواجهة النظام، وتأثرت بالحالة الليبرالية الجميلة اللي عملها البرادعي مع الثوار خلال 3 سنوات بدأت من قبل 25 يناير ...بكام شهر، واستمرت بعدها حوالي سنتين وشوية.
كويس إن البرادعي استقال من الحزب وهو على باب الدخول جوه توليفة تحالف 30 يونيو، لأنه أعفى أعضاء الحزب من صدمة المشاركة القصيرة جوه التحالف؛ اللي هو انتهى فعليا بتفويض 26 يوليو. الإعفاء من شدة الصدمة، والتركيبة الرائعة للحزب، وطبيعة فترة التكوين بتاعتهم من الصدام مع مبارك، للصدام مع العسكري ومع الإسلام السياسي أعطت للحزب مناعة كويسة، وتميز توجهاته. ده غير انها كمان ساعدته يكون عريض جماهيريا إلى حد ما؛ باعتبار إن العضوية في الأحزاب مش لازم تكون كبيرة، لكن التوجه بتاع الحزب هو اللي بيجذب مؤيدين وقت الحركة السياسية.
المميزات الـ 3 اللي فاتو عملوا منه نواه لحزب سياسي بالمعنى الحقيقي، والثمرة الأولى بانت في انتخاب هالة شكرالله رئيسة للحزب، بكل ما يمثله ذلك من اختلاف وتميز عن الطابع العام للحياة السياسية في مصر؛ اللي هو ذكوري وتقليدي وسلطوي من حيث طبيعة قياداته وعلاقتهم بالقواعد.
أفتكر إن وجود حزب الدستور في صف حمدين، ومساعدتهم ليه في استكمال التوكيلات المطلوبة للترشح مش بس بيوفر دعم كويس ليه بحيث يفضل مكمل في السباق للآخر، ده كمان مساعد حمدين على تحسين أفكاره وتحسين صياغتها بحيث تناسب طبيعة أنصار الثورة والتغيير، وده له علاقة بتغيير بعض الناس اللي موقفهم بيميل للمقاطعة رأيهم باتجاه المشاركة في الانتخابات والتصويت. مش متخيل حد ممكن يحلل تحولات الخطاب السياسي عند صباحي من غير ما يربط ده بوجوده جوه جبهة الإنقاذ، وبوجود حزب الدستور في صفه في الانتخابات. حقيقي كلامه ورؤيته نضجت كتير.




وبغض النظر عن النتيجة، اللي بالتأكيد حزب الدستور حيكون له نسبة في حصة الأصوات اللي حتروح لحمدين، تجربة الحزب محتاجة دعم واهتمام، والحقيقة ان خروج البرادعي وصعود قيادة منتخبة ومختلفة عن التركيبة العتيقة للنخبة السياسية في مصر هو الرهان السياسي على شيء من التغيير، لأنه في حالة نجاح السيسي مثلا الخطاب السائد حيكون افرم واطحن واسجن واعدم، والجنرال حيعمل ده لصالح باشوات الرأسمالية وحراسهم من جنرالات الجيش اللي عايشين على العمولات. الحزب ده وتوجهاته هو اللي ممكن يشكل نواه تلتف حولها قوى المعارضة الحقيقية بكل توجهاتها علشان تفرمل الفاشية اللي صاعدة، أو يمكن فعلا يكون الحصان الأسود اللي يقلب النتيجة ويساهم في نجاح حمدين (لو مش حتتزور في حالة فوزه يعني).