Sunday, March 4, 2012

كيف أنتخب البرادعي؟

د.محمد البرادعي يوم 25 يناير 2011


عندما أصوت في انتخابات الرئاسة الأولى بعد الثورة قد أكتب اسم محمد البرادعي على تذكرة الانتخاب، حتى لو أدى ذلك لبطلان الصوت، فهو صحيح بالمعيار الذي يرتضيه ضميري.

عندما أكتب اسم حمدين صباحي في تذكرة الانتخاب سأكون أيضاً قد كتبت البرادعي.

وعندما أكتب عبد المنعم أبو الفتوح سأكون قد منحت صوتي للبرادعي.

وحين أختار خالد علي مرشحاً رئاسياً يمثل شباب الثورة سأكون قد انتخبت محمد البرادعي.

من منا لا يعلم أن البرادعي هو زعيم هذه الثورة الشعبية؟ من منا ينكر أن زعامته لم تكن سوى نبله الذي اتسق وتماهى مع الثورة الشعبية فلم يسع إلى قيادة كاريزمية، بل منحها زخم وجود القيادة دون أن يفرض عليها ما يكبل جموحها بسبب وجود قيادة تتعرض للضغط وترتبك في حسابات المكسب والخسارة؟

انتخابات البرلمان استفادت من الثورة، لكنها لم تكن تعبيراً عن الثورة والتغيير؛ فجاء البرلمان مسخاً مشوهاً، لا تشكل أغلبيته حكومة، وليس لها سلطة حقيقية سوى كونها ظلاً مدنياً للمجلس العسكري؟
ما الفرق في صلاحيات هذا البرلمان وبين أكذوبة وجود برلمان في كل عهود حاكم عسكري من ناصر إلى مبارك؟

خسر البرلمان خصوبته يوم أن تخلت القوى التي اندفعت إليه عن مركز قيادة الثورة؟ ومركز القيادة هنا هو ذلك التماهي مع الشعب ومطالب التغير؛ إنه الشرعية الحقيقية التي تمنح الثقل لمن يتحدث باسم الثورة، تجعل من صوته مرادفاً لصوت الجماهير، وقد ظل البرادعي وفياً لصوت الجموع، ولم يفرض وصاية عليهم، ولم يبتز عاطفتهم
بتاريخ سياسي مثلما فعلت كتلة الأغلبية في البرلمان، التي لم تصدر حتى الآن تشريعاً واحداً من مجموعة تشريعات تقوم بإصدارها أية ثورة في العالم تحت مسمى "تصحيح الأوضاع"؛ هل يقبل نواب البرلمان الأوضاع إلى هذا الحد أنهم لم يصدروا تشريعا واحداً، ولو تشريع يتعلق بالمرور أو بأي شيء بسيط تحت بند تصحيح الأوضاع؟! لماذا شاركوا في الثورة إذن؟

من منا يتذكر، أو قرأ في كتاب للتاريخ يقول، أن سعد زغلول قد قاد الثورة من موقع رئيس الوزراء بعد أن كلفه الملك؟! من منا؟

هل كان غاندي زعيماً لأنه تولى رئاسة الهند؟

هل حفظ التاريخ لجيفارا رمزيته لأنه تولى منصباً حكومياً رفيعاً؟

الثورة التي صنعتها قوى سياسية جديدة اقتحمت السياسة، وغيرت من موازين القوى المهيمنة عليها، بحثت عن شخصية معروفة تكون رمزاً داعماً للثورة، وذهبت لعمرو موسى فرفض قائلا: الطريق إلى الرئاسة مغلق، فذهبت لأحمد زويل الذي اعتذر، وعندما لجأت للبرادعي قَبِل وظل وفياً لما طُلب منه، أن يكون شخصية زعامية لثورة شعبية،  يكون صوته ترديداً واضحاً لصوت الجموع وهموم الجماهير.

قبل 25 يناير لم يكن لي صوت انتخابي، وبعد أن أصبح لي هذا الصوت فإنني أنتخب البرادعي.


تحديث (15 مايو 2012): قمتُ بانتخاب حمدين صباحي أحد المرشحين الثلاثة الثوريين، ولكل من خالد علي ود. أبوالفتوح التقدير والاحترام وتنميات التوفيق

1 comment:

  1. أنا أيضا سأنتخب البرادعى
    حينما أنتخب خالد على أو ابو الفتوح أو صباحى
    ده فى حال إذا إنتخابات الرئاسة سارت على مايرام وإذا تم إحترام القانون زطبعا ه مستبعد وباين من اول وضع قانون انتخبات الرئاسة اللى وضعه امجلس العسكرى بمساعدة حلفاء الشيطان من يدعوون بانهم إخوان ومسلمون

    ReplyDelete