Wednesday, October 31, 2012

الإسلام السياسي.. الحاكمية.. والبطولة الغائبة


الرئيس محمد مرسي يحيي الجماهير من سيارة مكشوفة في احتفالات نصر حرب اكتوبر

الآن وصل دعاة الحاكمية إلى الحكم، فماذا بعد؟

لسنوات كان الحراك السياسي في مصر يجري تحت سقف مفهوم "غياب" واجبات أو أدوار أو قيم معينة، كان أشهرها مفهوم "الفريضة الغائبة" والمقصود فريضة الجهاد.

 أقول أشهرها ليس لأن المنضمين للتنظيمات السياسية التي دارت في فلك هذه الفكرة كانت الأكثر اتساعاً أو جماهيرية (الجهاد والجماعة الإسلامية)، ولكن لأن هذه الفكرة – أولاً-  مثلت ما يمكن اعتباره مد خط الحركة الإسلامية كلها على استقامته ، فجماعات العنف الجهادي ما هي إلا مشتقات من تيار الإسلام السياسي الذي بنى نفسه على أساس أن دوره استعادة ما هو "غائب"، وثانياً: لأن اختزال جماعات العنف لمفهوم ما هو "غائب" في بعد واحد فقط هو "الجهاد" قد يسَّر فهم المقاربة التي ينظر منها الإسلام السياسي للمجتمعات التي ينتمي إليها، وربما أيضاً إلى المجتمعات التي لا ينتمي إليها.

تنحدر فكرة "الغائب" من منبت أعرق في عقل المجتمعات الإسلامية هو فكرة "المهدي المنتظر" لدى السنة أو "الإمام المنتظر" لدى طوائف الشيعة، وتعرفها أيضاً فرق أخرى من طوائف المسلمين تحت مسمى مباشر: "المنتظر". لكن نظراً لصعوبة إثبات وجاهة هذه الفرضية ضمن هذا السياق، ولأنها قد تأخذنا بعيداً عما متابعة تطورات فكرة "الغائب" في العصر الحديث، اكتفي بالإشارة إلى الفرضية فقط دون إثبات متانتها، وأتابع مع فكرة "الغائب" التي تعد تطوراً مجتمعياً عصرياً، فقد تطورت المجتمعات وأدوار الحركات السياسية نفسها، وتخلص العقل بفضل الإعلام الجماهيري وتشابكات الصناعة والاستهلاك وظهور دور الشرائح الوسطى المتعلمة فيه- تخلص من بعض سمات طفولة العقل التي وسمت العصور الوسطى، ومنذ القرن التاسع عشر أو حتى ما قبله، يصعب على قائد جماعة سياسية أن يروج أفكاره وأن يكون وعده لتابعيه إذا اتبعوا طريقه وطريقته أن يكونوا فقط "مستعدين" للقاء "المنتظر"؛ ومن الأصعب أن يدعي أنه هو هذا المهدي!

 أصبح غياب المنتظر ملهماً لأدوار اجتماعية تؤديها الجماعة أو قطاعات منها منذ القرن التاسع عشر في تقديري، ليحل مفهوم "الغياب" كمحفز للحركة السياسية أو الاجتماعية، وتصبح عملية تعريف ما هو "غائب" من أدوار وممارسات وأنماط العلاقات تفسيراً لمصدر التوتر أو التخلف أو الهزيمة، ورؤية للطريق الذي يتوجب سلوكه لتحقيق التوازن بعد نقص وغياب.

  استقرار وتمكن مفهوم "الغائب" في عقل المجتمعات الإسلامية حدث تحت وطأة الاحتلال، ويمكننا أن نرصد بذور هذه الفكرة في دعاوي جمال الدين الأفغاني، لولا أن نزعة الإمام محمد عبده نحو التحديث ملأت الفراغ الفكري الذي يمكن لفكرة "الغائب" التمدد فيه، كذلك أسهم الخذلان التاريخي الذي لحق بصورة الخلافة بعدما تخلت السلطنة العثمانية عن أحمد عرابي، في تقبل توجه التحديث لدى محمد عبده وغيره، ولولا ذلك لسارعت التوجهات الأصولية إلى الظهور، ولما تأخرت عدة عقود بعد عرابي.

كانت نزعة تعويض الغياب لدى حسن البنا بنت عصرها، الذي اتجهت فيه شرائح جديدة من المتعملين نحو تحديث أنماط الحياة، وكان هناك وصفات متعددة لما يمكن أن يكون تحديثاً مناسباً لواقع تخلف قروناً عن مواكبة التقدم، وفي هذه الأجواء قدم البنا رؤيته البراجماتية والتي تقوم على مبدأ موائمة الأساليب والتقنيات الحديثة وتعبئتها بمحتوى يرتدي سمات الشخصيات السلفية مع تلطيف الشكل بتشذيب اللحية وعدم التشدد في رفض منتجات وأنظمة التقنية الحديثة؛ كالسينما مثلاً التي أحبها المصريون كثيراً. مما أسبغ فكرة الهوية على ما هو "غائب"، بعدما كانت قد اصطدمت دعوى جمال الدين الأفغاني لـ "الجهاد" باعتباره غائباً بحقائق التواطؤ السياسي العثماني ضد الحركة الوطنية.

كان طبيعياً أن ينتظر الملك فاروق الطامح للقب الخليفة اعترافاً من حركة الإخوان المسلمين المتنامية، سواء انتصر في حرب فلسطين أو هزم؛ في الحقيقة كان احتياجه للقب من كيان كالجماعة أكبر بعد الهزيمة، فوجد البنا نفسه بين شقي رحا، فبعدما كان قد امتنع عن ممارسة العمل الحزبي وتجنب الدخول في لعبة تداول السلطة مفضلاً تجنيد أكبر قطاع من المجتمع  قبل الوصول إلى السلطة، انتهى الأمر إلى أن يقبل بالاعتراف بالملك خليفة أو أن يواصل مشروعه ويصطدم بالملك، فكانت تصفية حسن البنا نهاية لهذه الدورة من الزمن وأدوار من حركوها.
 

هل يكفي الصراع الأيديولوجي كقلق بديل عن غياب مشروع سياسي؟ 

مثلت "الحاكمية" وفق مفهوم سيد قطب، عنصر الغياب الذي تسعى الحركة الإسلامية إلى تعويضه بعدما تم إخراج الاحتلال، وتولَّي رجالٌ غير مشكوك في وطنيتهم ومناوئتهم للاستعمار قيادة معظم البلدان العربية والإسلامية، بل إن نظام ثورة يوليو في مصر بدء بإعادة التحقيق والمحاكمة في مقتل البنا، وأدين رجال تابعون للملك في الجريمة. ومضت معظم الأنظمة العربية الحديثة باتجاه ممارسات وطنية يصعب تشبيهها بالاحتلال، ويصعب ترويج الفكر السياسي المعارض لها داخل قالب "الغائب"!

  باستثناء عدد محدود من الأنظمة الملكية التي ظلت مهادنة للاستعمار، بل كان الاستعمار هو من منحها درجة من الاستقلال حتى لا تنجرف مع البلدان التي أتى عليها فيضان التحرر الوطني، دخلت معظم البلدان العربية مرحلة التحرر الوطني من بوابات الثورة أو إنقلاب له صفة ثورية مثلما حدث في مصر؛ عندئذ وجد تيار الإسلام السياسي نفسه في مأزق: إما الانخراط في جهود دولة التحرر الوطني التي قامت بتلبية حزمة من المطالب الشعبية في بدايتها، وقامت باستحداث مؤسسات وأطر عصرية مثل "منظمة المؤتمر الإسلامي" و"حركة عدم الانحياز" لتدعم مبدأي الاستقلال والهوية، ما شكل تهديداً وجودياً للحركة الإسلامية، وفرض على تيار الإسلام السياسي الصراع بوجه مكشوف على السلطة دون التستر بمبررات غياب أمور وأدوار أخرى!

 هنا اتخذ "الغياب" منعطفاً حاسماً، فقد واصلت حركة الإسلام السياسي مسيرتها في صراعها مع السلطة الجديدة ولم تنضوي تحت لواء دولة التحرر الوطني، التي تشابهت خطواتها لتأكيد الهوية والاستقلال مع ما كان الإسلاميون يطمحون إليه. ورغم تعرض الإسلاميين لضغوط الاعتقال والمحاصرة وأيضاً التعذيب - كون المسألة أصبحت صراعاً مكشوفاً  بين فصائل على السلطة- تم استحداث هدف "الحاكمية" الذي أدخله المفكر سيد قطب خلال الستينات تحت وطأة الاعتقال. لكن نسيج حركة الإسلام السياسي تمزق فكرياً داخل السجون، ولم يكن هدف الحاكمية وحده واضحاً وقابلاً للهضم كما هو من الجميع، كما أن مبادرات النظام الناصري (مثل منظمة المؤتمر الإسلامي) ومناوئته للقوى الاستعمارية وتنميته لمؤسسة الأزهر في اتجاه تحويله لمؤسسة لنشر النفوذ عن طريق نشر مؤسساته التعليمية؛ كل ذلك أصاب فكرة "الحاكمية" بقدر من الشلل.

كان على فكرة "غياب الحاكمية" أن تمر داخل مسارات التكفير الضيقة، والإنشقاق عن الجماعة، بعد أن حاصرها النجاح السريع للناصرية، ثم جاءها الفرج بانعطافة السادات نحو اعتبار حرب 1973 آخر الحروب! هنا أمكن لمن كانوا قد فقدوا الثقة في القيادة الإخوانية داخل السجون وانشقوا أن يعثروا على صيغة أكثر عملية من فكرة "الحاكمية"؛ صيغة تطبيقية وسهلة الترويج بين جمهور البسطاء: الجهاد فريضة غائبة، حيث تتطلب فكرة "الحاكمية" جمهوراً ذا اهتمامات فكرية، وهي السمة التي تطلق على جماعات "القطبيين" – وهو الأقل انتشاراً- حيث يوصفون بين دوائر الإسلاميين بأنهم ميالين للأمور الفكرية والنظرية، بل أحياناً ما يطلق عليهم لفظ "مثقفين".

لم تكن فكرة "الحاكمية" قليلة القيمة في نظر الإسلاميين، فهي موضع اتفاق بين الإخوان والسلفيين وتنظيمات العنف: الجماعة الإسلامية والجهاد. لكن الطبيعة الفكرية، والنزعة التنظيرية لدى سيد قطب تركت فراغاً للاجتهاد وللاختلاف، بحثاً عن وسائل الوصول إلى هذه الحاكمية، وقد سمح انفتاح السادات في عقد السبعينات أمام بضائع الرأسمالية الغربية، الاستهلاكية وغير النفعية، وتخليه عن محاولات تطوير الصناعة الوطنية ومساعي الاستقلال الإقتصادي، واعتباره 1973 آخر الحروب، سمحت بتنشيط اجتهادات الساعين نحو الحاكمية ليتخذ اسمها فيما يتعلق بتفاصيل الحياة مسمَّى "الأسلمة" كأسلمة أشرطة الكاسيت – وهي ما كانت تعادل الانترنت في السبعينات- وأسلمة الملابس والمظهر، وأسلمة حفلات الأفراح، وأسلمة العناية بالأسنان، وأسلمة معاملات البنوك، وصولاً إلى هدف أسلمة المؤسسة العسكرية الذي بدا عصياً على من اهتموا بالجهاد وحده كفريضة غائبة، فقاموا هم بتكوين تشكيلاتهم المسلحة وعمل تفجيرات هنا وهناك (للمستشار مأمون الهضيبي مقولة وردت ضمن مناظرة الدولة الدينية والدولة المدنية بمعرض الكتاب في 7 يناير 1992، قال فيها إن تعريف دور الجيش مرهون بآية "وأعدوا لهم ما استطعتم" فإذا لم تسمح الدولة لجيشها بهذا الإطار فلتترك للقوى الإسلامية عمل تشكيلاتها المسلحة).

وفي لقاء شخصي زرت فيه المستشار مأمون الهضيبي نائب المرشد العام لجماعة الإخوان عام 1989 في مكتبه بالتوفيقية- وسط القاهرة- تناقشت معه في موضوع أسلمة القوانين؛ وكنت أفكر بالفعل في الابتعاد عن جماعة الإخوان المسلمين التي اقتربت منها كثيراً، وقد رتبت اللقاء عن طريق بعض المعارف بصفتي صحفي شاب متدرب، وهكذا كنت بالفعل طالبا في كلية الإعلام ومتدرب، كانت أوضح إجاباته بعد مناورات التعميم العديدة للهروب من تعريف محدد لما يقصد، أن القوانين كانت إسلامية حتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر، عندما ضعفت الخلافة بشدة في أواخر عقودها وانهارت سيطرتها على دول الخلافة بالاحتلال (احتل الإنجليز مصر عام 1882) وهو نفس تفسير د. محمد عمارة لموضوع غياب أسلمة القوانين، علماً بأن الأزهر يقوم بمراجعة توافق القوانين مع "مبادئ" الشريعة، ومن الصعب تقبل هذه الرؤية لغياب الأسلمة إلا باعتبار أن كل عمل الأزهر لعقود من الزمن في هذا المجال كان خاطئاً بالكامل أو مزيفاً بالكامل!

 اعتبر المستشار مأمون الهضيبي في حديثه معي أن تلك الفترة يمكن اعتبارها فترة غياب أو تلاشي القوانين الإسلامية، مضيفاً: أن ذلك الغياب لم يتجاوز القرن من الزمان إلا بقليل (كان اللقاء صيف 1989)، وهو ما اعتبره الهضيبي فترة غير بعيدة لمن يتحججون بأن القوانين وأحكام الشريعة الإسلامية تحتاج لمراجعات وتحديث شامل، وكنت قد سألته بضعة أسئلة حول الموضوع أنهيتها بسؤال اتهمته فيه بالاعتراف الضمني بعدم الحاجة لأسلمة القوانين مستدلاً بنشاطه البرلماني في الثمانينات الذي كان قد وجَّه فيه اعتراضاً على عدد محدود من القوانين القائمة، وأن ذلك اعتراف منه بأنها متوافقة بالفعل مع الشريعة ولا تحتاج لمراجعة!

يتصور البعض أن سبب إضافة السادات لما يعرف بالمادة الثانية في دستور 1971 كان نكاية في الكنيسة، أو لاسترضاء التيار الإسلامي، والحقيقة أنه لا يوجد توثيق لما دار بذهن السادات صانع هذا الدستور وقتها، لكن يبدو أن شبح الخوف من – لا استرضاء- التيارت السياسية التي تستظل بهدف "الحاكمية" كان حاضراً، مثلما عوض ناصر غياب الخلافة بمؤسسة دولية حديثة للتنسيق والتشاور والتكتل هي "منظمة المؤتمر الإسلامي" التي تضم 57 دولة يمكنها لو أرادت فرض كثير من الأمور على جدول أعمال الأمم المتحدة!

كان هدف السادات من إضافة مادة الشريعة الإسلامية لأول مرة في دستور مصري أقرب إلى تأمين نفسه من نزاع محتمل مع منافسين اضطر للاستعانة بهم ودعمهم، لكن ذلك لم يمنع من اغتياله على يد من لم تعوِّض في نظرهم مادة "الشريعة الإسلامية" في الدستور غياب الحاكمية، إذ كان تعريفهم للغياب يعني الجهاد!

 بطولات الشابات والشباب في ثورة 25 يناير جعلت البطولة ضرورة سياسية

البطولة الغائبة

منذ سيد قطب لم ينتج التيار الإسلامي أبطالاً، ليست بطولة قطب في تضحيته بحياته مقابل عدم رضوخه للسلطة، بطولته أتت من كونه أول من فسر القرآن كاملاً في العصر الحديث، مستخدما أساليب الشرح الأدبي الذي كان قد توقف المفسرون عن تطويره منذ الزمخشري قبل بضعة قرون، ولم يقدم أحد تفسيراً ولو لبعض السور يعتمد على الجوانب الجمالية الأدبية لفهم النص منذ زمن بعيد، كل محاولات التفسير قبله كانت مقصورة على عدد من أجزاء القرآن وليس القرآن كاملاً، وعلى نمط التفسير الكلاسيكي الذي يعتمد على نقل آراء الأسبقين وتنسيقها وتوليف طريقة عرضها بأسلوب خاص بالمفسر. كان قطب مجدداً في كتابه "التصوير الفني في القرآن" وفيه بذور المنهج الجمالي الذي اتبعه في التفسير، وكان مع الناقد أنور المعداوي أول من كتبا ونوَّها عن موهبة نجيب محفوظ. كان قطب محسوباً على تلامذة عباس العقاد، وله سجالات صحفية أواخر أربعينات القرن العشرين مع طه حسين وليس فقط تلامذته، حيث ذاع في فترة الثلاثينات والأربعينات نمط "المعارك الأدبية" وهي مناظرات صحفية كانت تجري حول أساليب النقد الأدبي والمناهج الفكرية التي كانت تخصِّب الحياة الثقافية في مصر بقوة خلال تلك الحقبة.

لم ينشأ سيد قطب داخل الإخوان، بل إنه لم يلتق حسن البنا، تكوّنت عقلية قطب القلقة والنقدية خارج الحلقات الإخوانية، ومنذ قطب لم يظهر نجم أو مجدد أو "بطل" من أي نوع بعده داخل الإخوان، حتى البنا نفسه كان ينتقده معاصروه بتعبير "إنه عملاق وسط أقزام". ثمة شيء في مناهج التربية الإخوانية لا يساعد على الفردية، حتى إن الانتقاد الآن – بعد ثورة 25 يناير- يقول: "ليس بين ملايين الأعضاء من الإخوان رسام كاريكاتير واحد" رغم أن الثورة، وكل نقد وتجييش العداء لنظام حسني مبارك قام على قدمين هما: النكتة والجرافيك، وعندما تمتزج هاتان الأداتان يكون الناتج "كاريكاتير"!

كان الشيخ محمد الغزالي من طبقة الجيل الأقدم في الإخوان، جيل الخمسينات، الذي نشأ وتكوَّن وسط أصداء المعاك الفكرية، وعصف العديد من الأفكار والاتجاهات في منتصف القرن العشرين، لكن خاتمته لم تكن بمستوى المناخ الذي بدأ فيه والمكانة التي كانت تنظر إليه كأحد كبار المشايخ الذين توصف كتاباتهم وأحاديثهم بالاعتدال، كانت خاتمته في تسعينات القرن العشرين استدعاءه شاهداً في قضاية اغتيال الكاتب فرج فودة، وكانت تلك فرصة لأن تكون شهادته تطبيقاً لما يعرف عنه بالاعتدال، خاصة أنه كان ضمن الإطار التنظيمي لجماعة الإخوان، وخرج عنه ليعمل مستقلاً وبالتالي ليس عليه أية التزامات سياسية بقدر ما تفرض مكانته التزاماً تاريخياً، وقد كان بالإمكان لشهادته أن تكون منارة تاريخية بالفعل في نبذ العنف لكن الرجل خذل الاعتدال، وفي شهادته أثناء محاكمة القاتل - وصف الغزالي "فودة" بـ"المرتد"، "وإنه (ويقصد فرج فودة) مرتد وجب قتله، وأفتى بجواز أن يقوم أفراد الأمة بإقامة الحدود عند تعطيلها، وإن كان هذا إفتئاتًا على حق السلطة، ولكن ليس عليه عقوبة"، وهذا يعني إنه لا يجوز قتل من قتل "فرج فودة" حسب تعبيره.


 بعد وفاة الغزالي توجهت الأنظار صوب القرضاوي. ليس للدكتور يوسف القرضاوي كتاباً مهماً ليوصف بالمجدد، او يكون أثره كباحث جامعي صعب التجاوز، أو لنقول أنه قدم إسهاما فقهياً مميزاً يليق بأنه رمز جماعة ضخمة تنتشر حول العالم، ليس له سوى محاولة باهتة لتجديد أحد المباحث الفقهية العتيقة وإعطائه مسمَّى حديث هو "فقه الأولويات"، له كتاب بنفس الاسم، وهو عبارة عن تحديث لغوي لمبحث فقهي عتيق كان قد تم إهماله فلم  يُقدَّم بصياغة حديثة منذ القرن الهجري الرابع تقريباً، وقد وجد عديد من شباب الإخوان في عبارة "فقه الألويات" صيغة عصرية توحي بحداثة عقلية أبناء الإسلام السياسي ومرونتهم، واستخدم المفهوم بإيجابية في سنوات ما قبل ثورة يناير كونه يعد بنوع من المرونة، لكن ما إن استخدم نفس المفهوم في تفسير وتبرير بعض المواقف السياسية لتنظيم الإخوان من عدم تبني مطالب الثوار، ومنهم شباب الإخوان في الميدان الذين انشقوا وأصبح اسمهم "حزب التيار المصري"، إلا وثبت عدم قوة مفهوم "فقه الأولويات" وعدم وضوح مضمون كتاب القرضاوي في ذهن مستخدمي المصطلح، فلم يستطع أحد من الإخوان ربط شيء من محتويات كتاب القرضاوي بأي شيء يحدث على الأرض طوال العام ونصف العام بعد الإطاحة بمبارك، وانشقت المجموعة التي أصبحت تعرف بحزب "التيار المصري" بعدما طلب منها الانسحاب من الميدان وقت الإطاحة بمبارك تحت مبرر غامض هو "فقه الأولويات" ودون شرح أي معيار لتلك الأولويات!

منذ بدءت تطبيقات "الحاكمية" بصيغها المختلفة: من أسلمة تفاصيل الحياة البسيطة وصولاً إلى الجهاد، اختلفت معايير البطولة أو النجومية، وتغيرت أيضاً سمات الأدوار الكبيرة، فمنذ بدأ الجدل داخل الحركة الإسلامية خلال عقد الثمانينات حول "الديموقراطية" وحول "العمل الحزبي"  حيث كانت رسائل حسن البنا تمنع ممارسة العمل الحزبي  الذي كان ملعب السياسة الرئيسي في ثلاثينات وأربعينات القرن العشرين، وأخذ المهندس أبو العلا ماضي مبادرة سبَّاقة باتجاه تأسيس حزب "الوسط"، متجاوزاً تردد القيادات الإخوانية التي كانت ترغب في كسر الإطار الذي وضعه البنا داخل سياق تاريخي تجاوزه الزمن، لكنها لا تستطيع. كانت مبادرة أبوالعلا ماضي عملا مميزاً، لكن المبادرة الفردية والتميز خرجا به من الصفوف الرسمية للجماعة.

في الثمانينات أيضاً أصبحت البطولة للتنظيم والعمل الجماعي، لم تعد المنظومة منتجة لأشخاص متميزين، ولم تعد مرحبة أيضاً بذوي المبادرت الفردية مثل أبوالعلا ماضي، كانت النجومية تصب في إطار العمل الجماعي الخدمي كونه درع الحماية الذي يحشد تأييد وتعاطف الجماهير ويمنع النظام السلطوي من معاودة تكرار القمع الناصري، فتم الاتجاه للعمل النقابي، وكان أبطاله الأطباء:عبد المنعم أبوالفتوح وعصام العريان وآخرون، وقد راكم العريان وأبوالفتوح تجارب تنظيمية جيدة، جعلت واحداً مثل محمد حسنين هيكل (الناصري) يعتبر أن (الإخواني) عبدالمنعم أبو الفتوح بين الأكثر تأهيلاً لمنصب "رئيس وزراء مصر" بعد ثورة 25 يناير. لكن التنظيم لم يهضم مبادرات أبوالفتوح لتحييد العداء والخصومة الأيديولوجية مع التيارات الليبرالية واليسارية سعياً للتواصل مع قطاعات الطبقة الوسطى والشعبية غير المتحمسة  للأيديولوجيا. فتم استبعاده هو ومبادرته، التي كان من شأنها أن تعد تجديداً بحق باتجاه تغليب ما هو وطني على ما هو أيديولوجي.

كانت التسعينات ترسيخاً لفكرة العمل الخدمي الجماعي التي ثبت نجاحها، وبالتالي قوة التنظيم على حساب المبادرة والقدرات الفردية والتجديد، وقد انتهز الإخوان فراغ وعجز الأداء الحكومي وسعوا لملئه، فخرجوا من إطار العمل النقابي للعمل مع الجماهير الشعبية عند وقوع زلزال 1992، الذي كشف عجز الدولة أمام الجميع،

المحاولة الوحيدة التي قدمها تنظيم الإخوان لدعم مبادرة فردية بعد طول غياب كانت ذلك المفهوم الذي اتخذته لنفسها حملة ترشيح خيرت الشاطر للرئاسة بعد الثورة: "يوسف هذا العصر.. خرج من السجن ليحكم مصر". فوصول الشاطر للرئاسة وفق هذا المفهوم الذي يراهن على قدرات فردية في المجال الإقتصادي، ويضع كل رهانات "الإسلام السياسي" في سلة النجاح الإقتصادي عن طريق استعادة تيمات الرمز الديني "يوسف عليه السلام" كان من شأنه أن يكون مبادرة غير مسبوقة، ورهاناً كاشفاً (المية تكدب الغطاس بالبلدي). ويختلف ذلك الأمر عن وصول البديل محمد مرسي بفضل حشد التنظيم للأصوات، وبصفته مرشح الجماعة ليس إلا، الشاطر كان سيمثل اختلافاً حاسماً وخطيراً، ونظراً لأن الخطورة من الوضوح بمكان بحيث يستحيل ألا يتم ملاحظتها، أقدم لكم مثالاً على حالة غياب الوعي الفكري لدى أعلى قيادات الجماعة بعد الثورة، التي نقلت الوضع السياسي والأدوار لمستوى أعلى من قدرات المرشد الحالي بكثير.

بعدما اختارت قيادة الإخوان مسار "الانتخابات البرلمانية أولا" ونجحت لأول مرة في حصد الأغلبية البرلمانية في انتخابات مصرية، كونها تمت في مناخ ليس به تدخل مباشر من السلطة للحيلولة بين الناخبين والصندوق، وجه المرشد العام لجماعة الدكتور محمد بديع الرسالة السنوية للأعضاء (وموضوع الرسالة السنوية أمر هام لأنه بمثابة التقرير الإستراتيجي، بل معظم تراث حسن البنا عبارة عن رسائله السنوية في المؤتمر السنوي، ولم يؤل سوى كتابان فقط) فجاءت رسالة د.بديع بعنوان "اقتربنا من غاية البنا" (1)، وغاية البنا بعد الأسرة المسلمة هي المجتمع المسلم والدولة الإسلامية والخلافة الإسلامية وأستاذية العالم! وقد أفاضت رسالة د. بديع في الاحتفاء بالانتخابات البرلمانية كونها تقترب بالجماعة من الغاية الكبرى، ولم تمض بضعة شهور إلا ويتم حل البرلمان، ليظهر مدى الفقر الفكري والنظري لدى الرجل، مع التقدير لشخصه وتخصصه كأستاذ في الطب البيطري، وقدراته التنظيمية في إدارة الجماعة والتي لاشك أنها أهلته لقيادة أهم وأكبر تنظيم سياسي في الشرق الأوسط حالياً، لكنه تنظيم عليه علامات استفها كبرى تتعلق بالعقم الفكري والإبداعي، وضعف الرؤية السياسية.

للإنصاف كانت هناك محاولات من التنظيمات التي خرجت من عباءة الإخوان لتقديم نماذج من البطولة، لكنها كانت فاشلة، فلم ينجح العنف الجهادي، ولا تشدد السلفيين (الذين لم يخرجوا مباشرة من العباءة الإخوانية لكن جماعاتهم تشكلت كرغبة في الاستقلال وعدم الإنضواء تحت هذه العباءة) في تقديم صورة جذابة للمجتمع، مادامت الاهتمامات الفكرية قد تراجعت، وأصبح التجديد والإبداع معيباً، وانتهت الأمور غلى العمل الجماعي الخدمي، لم يظهر شخص ذو مواصفات قيادية كبرى (باستثناء المأمول من عبدالمنعم أبوالفتوح)! أما بقية الصور من أيمن الظواهري إلى أشباهه فقد وسمتها الجريمة السياسية بالكراهية، خاصة عندما أقدمت خلاايا تابعة للظواهري على تفجيرات في المساجد، واصيب أطفال ونساء، وذاعت حادثة "الطفلة شيماء" التي أغلقت الباب نفسياً أمام التأثير على الجمهور.

 

الحاكمية والحكم

هناك نوع من الهمس المسموع بين الإسلاميين المعتدلين بعد الثورة وبعد وصول محمد مرسي للرئاسة أشبه بالجدل حول طريقة التعاطي الواجبة مع المجتمع، البعض يقترح النظر للمعارضة الصاخبة أحياناً بجدية، على اعتبار أن المجتمع ليس مهيئاً لتقبل المشروع الإسلامي في الحكم ( خاصة أن نسبة كبرى من جمهور الناخبين صوتت بالرفض لمحمد مرسي عن طريق اختيار أحمد شفيق الذي لم يكن ليختاره نصف المجتمع في أي ظروف أخرى غير التنافس مع مرشح الإخوان الرسمي، لو كان المنافس صباحي أو الإسلامي أبو الفتوح مثلاً لما حصل شفيق على نصف الأصوات تقريباً). فكرة أو زاوية أن المجتمع لم يهيء بعد تستدعي تنشيط أدوات وممارسات وأساليب "الأسلمة"، وأهم من ذلك أنها تجنب الإسلاميين كلهم –إخوان وغير إخوان- من امتحان عسير هو ملء فراغ "البطولة الغائبة"!

لسنوات عشنا فراغاً مع مبارك، كانت تلك خطته ومنهجه، غضعاف الشخصية المصرية وإفقادها الثقة بنفسها، كانت الناس تصنع بطولة وهمية لعمرو موسى من خلال أغنية لمغنٍ قبيح الأداء، لكنها تقبل بأشباه البطولات تلك حتى حين (على ما تفرج)، لكن مع طول بقاء مبارك وتدهور الحال دائماً خرج من الشباب أبطال، وخرج من كل الطبقات والأجيال ثوار، تضحيات الشهداء وإصرار الثوار النبلاء على التغيير، تضحيات العيون أمام رصاص القناصة؛ كل ذلك وغيره فرض حقيقة مصرية في تلك اللحظة من تاريخ مصر: "البطولة ضرورة إنسانية"، وقد فرضت جماعة الإخوان مرشحها بعدما وعدت بدعم مرشح وطني من خارجها، وأصرت أن تكون في مشهد الصدارة، وهو صعب وعسير، بل كادت أن تغامر وتعيد بناء مشروعها السياسي على مسار جديد هو المسار الإقتصادي من خلال رمزية: "يوسف هذا العصر خرج من السجن ليحكم مصر" وهو وعد كبير بالرخاء يحتاج فعلا لمعجزات في ضوء الوضع الإقتصادي العالمي، وعلى هذه المعجزات أن تكون من أكبر مستوى لضعف الخبرة السياسية والإدارية والإقتصادية لتنظيم الجماعة ولخيرت الشاطر نفسه!

الهمس المسموع الذي يدعو للعودة لأساليب "الأسلمة" الدعوية، وعدم الاصطدام بمكونات المجتمع بل الالتفاف عليها واسترضائها بالاعتراف بأدوارها لا يبدو أعلى الأصوات بين الإسلاميين، فلاتزال تفاعلات الثورة مستمرة، أو على الأقل أصدائها وارتداداتها، لذا يغلب صوت تيار الصراع الأيديولوجي ليملأ الفراغ الناشئ عن أن هدف "الحاكمية" ليس إلا وليد لمرحلة الصراع على السلطة، لكنه ليس بمشروع سياسي للحكم، وأن الثورة التي شارك فيها الإسلاميون استطاعت أن تشد كرسي الحكم نحوها، وأن يكون الكرسي قريباً من التنظيم القوى بين فصائلها، لكن الحكم نفسه عملية انتحار فكري وأيديولوجي للتنظيم تتطلب تجديداً نظرياً شاملاً في البناء الفكري للإسلام السياسي، أو أن هذا الحكم سيكون صداماً عنيفاً مع مكونات المجتمع ومعطيات الواقع الإقتصادية والسياسية (محلياً وإقليمياً ودولياً) إذا ما سار التنظيم في اتجاه – يسير فيه فعلاً-  استخدام الصراع الأيديولوجي كمصدر للقلق السياسي وكبديل عن قلق "الغائب"؛ الهوية بحسب البنا؛ ثم الحاكمية بحسب سيد قطب.

ليس بمستغرب ما نطالعه من جدل عقيم على صفحات الفيسبوك بين خطابات التعصب الأيديولوجي تجاه حمدين صباحي وتجاه البرادعي وتجاه التيارات الثورية المدنية، مزعج أحياناً أن نجد تجاوباً وإقبالاً على الصراع من بعض أنصار صباحي، كون حمدين يمثل امتداداً مدنياً للتوجه الأيديولوجي الناصري، وهو تيار ينتعش وينمو بمصارعة أيديولوجية الإخوان تحديداً بين تيارات الإسلام السياسي، لكن من المؤسف أولاً، ومن المثير للترقب ثانياً متابعة تحوّلات فيل الإسلام السياسي الذي حشر نفسه في دكان الخزف!

رسم لكارلوس لاتوف

Sunday, October 21, 2012

لا لدستور الخائفين من المستقبل



بعد ما قرأت معظم مسودة الدستور المقترح وجدت أن:


مواد تعريف الدولة، ومواد الأجهزة الرقابية كلها، ومواد صلاحيات الرئيس، والمواد الخاصة بالمرأة المربوطة بـ "أحكام" الشريعة وليس "مبادئ الشريعة.. ليست مجرد عوائق عن التنمية ستكبل عملية التريع وعميلة الأداء التنفيذي.. إنها مواد تحمل عوامل تفجير المجتمع وتقسيمه، أو على الأقل إرباكه في وضع محلك سر!
 
.. فوق ذلك الدستور بشكل عام أضعف من الروح التي أطلقت ثورة على الحاكم...
الديكتاتور.. الناتج أقل بكتير جدا، وهناك غياب كامل لمواد يكون مهمتها التشجيع والحث ورسم المسارات نحو البحث العلمي والتنمية الإقتصادية الحديثة، والتنمية المستدامة بالحفاظ على وتنمية البيئة والموارد الطبيعية.. هذه نقطة قاتلة، لأنه دون توجيه البلد نحو العلم وتنمية الموارد الطبيعية والبيئة باإطلاق طاقات البحث العلمي، والتحول نحو أنماط إقتصادية حديثة، سيستكمل خراب البلد، فمن الآن والمياه والطاقة أقل من احتياجاتنا، والزيادة السكانية مستمرة.، ومخرجات التعليم الحالية أضعف من أن تقوم بدور القاطرة للبلد لانتشالها من وضعية المضي بسرعة نحو التخلف!

 لا لمسودة هذ الدستور. لا لمواد تصنع حاكما ديكتاتورا جديدا ولا تخضعه إلا لرقابة شكلية من أشخاص يقوم هو بتعيينهم.. لا لدستور يشغل الدولة بالحفاظ على عادات الأسرة ولا يوجه طاقة الدولة لتتمية وتحديث العلوم والإقتصاد والتعليم، الذي يضمن استقرار وقوة الخلايا والمكونات الاجتماعية: الفرد والأسرة.. لا لدستور لا ينظر للمستقبل.. لا لدستور لا يضمن ويؤكد على السلام الاجتماعي بين مكونات المجتمع المختلفة بشكل واضح صريح يحقق سلاسة وسلامة التنمية.. لا لدستور يمنع تعديل مواده لبضع سنوات.. هذا الدستور الذي يخاف من المستقبل لا يصلح للمستقبل!
 

Wednesday, October 3, 2012

التي في خاطري

 
 
 
 
انا الشخص اللي متصورش جنب الدبابة أيام الثورة. الانتفاضة المصرية ضد الاخوان والسلفية. "إحنا آسفين يا ست البنات". أقر انا المواطن المصري ان من في ميدان التحرير يمثلوني ويعبرون عن رأيي. سلفيو كوستا. ابطال محمد محمود رجالة وبنات ارجل من رجالة بشنبات. أكبر تغطية "مصورة" للثورة المصرية. Wael Ghoaim. أنا آسف يا دبابة.. شهداء ماسبيرو. رئيس جمهورية نفسي. مضطرون وعاصرين على نفسنا لمون. بقولك للثورجية وبس. شايفينكو ياللي عملنالكو ثورة مصرية وخليتوهالنا سلطة ومهلبية. أسماء محفوظ.  قهوة الاشتراكيين. كاريكاتورات طنطاوي.

 
كلنا خالد سعيد. We are all Khaled Said. حركة أزهريون بلا حدود. لو اتحرش بيكي ماتسكتيش.. خدي حقك. مليون مؤيد لحزب الثورة والدكتور البرادعي. حملة اسقاط السفير المصري بالسعودية وحملة تطهير السفارات. حركة شباب 6 إبريل. رابطة الطلاب الليبراليين. احنا كمان بنهزر يا ساويرس. ألتراس ميادين التحرير. شباب 6 إبريل/اللجنة الإعلامية. احنا كمان بنهزر يا سلفيين. حمدين صباحي رئيساً لمصر.. واحد مننا. أسبوع الجرافيتي العنيف. انسى يا عمرو. هذا البرلمان لا يمثلني. هنا الثورة. البرلمان الذي انتخبته غير موجود بالخدمة. راجعين على التحرير مسلم مسيحي غني وفقير. الاشتراكيون الثوريون. حملة مقاطعة جريدة اليوم السابع. الحملة القومية لجعل كرسي الرئاسة تيفال.... عشان مايلزقش. الجمعية المصرية للتغيير Egyptian Association for Change - USA . مصر دولة مدنية.
 
 
امسك فلول. من أجل لائحة مطالب للمصريين.  د. منى برنس مرشحة محتملة للرئاسة. ثوار يناير للحرية والمقاومة. خالد علي رئيسا للجمهورية- حملة شباب شمال الصعيد. حزب الكنبة. البرنامج؟. ثورة الغضب المصرية الثانية- 27 مايو. قوائم العار- مشاهير أيدوا النظام. هيئة الأمر بالملفوف والنهي عن الهمبورجر. فؤوش. مركز الدراسات الاشتراكية. احنا اللي عمرنا ما قولنا على اللي في التحرير خونة. الشيخ حازم صلاح أبوسماعيل أونلاين. التيار الصهيوصليبي العلماني الليبرالي اليساري الماسوني الغربي. حمة فلول مايحكمشي. ثورة الغضب المصرية الثالثة. رابطة الاخوان العالمية. جورنالجي الثورة. مصر بكرة أحلى من النهاردة. ثورة اللوتس Lotus Revolution. رابطة الاخوان من أجل مصر. اتحاد الشباب الاشتراكي المصري. اريد مصر دولة مدنية.
محمد البرادعي- Mohamed ElBaradei. البوب/ محمد البرادعي. محمد البرادعي- 2012- Mohamed ElBaradei. هسجنك يا ابوعلاء. باي باي فلول. صفحة واحدة تضم جميع صفحات الثورة المصرية.. هدفنا 500000 عضو. صبحي صالح نائب دائرة الرمل. شبكة رصد. الثورة مستمرة. شبكة خبر. الدكتور محمد سعد الكتاتني. "الاخوان المسلمون" تربيه جهاد دعوه. حملة التصدي لتشويه حمدين صباحي. لازم. التراس البرادعي. اتحاد الشباب الاشتراكي المصري. نوارة نجم. البوب والنسر ايد واحدة ويسقط حكم الاخوان. التيار الشعبي المصري. انت عيل شيوعي. الجمعية التأسيسية لوضع مشروع الدستور. يوميات تويتر مان (صفحة مضادة للبرادعي). تحالف الثورة مستمرة. الراجل اللي ورا عمر سليمان. د.هبة رؤوف عزت. الحزب المصري الديموقراطي الاجتماعي. شباب من أجل الحرية. إفراج. البرادعي فكرة والفكرة لا تموت.
 
 
 
ثورة البنات. انا مواطن مصري وليا حقوق مصرية. خريطة حكم العسكر. الرويني مش بتاع سندوتشات الرويني بتاع اشاعات. حزب الكنبة الأحرار- الناطق باسم الأغلبية الصامتة. أرشيف جرائم العسكر. ثورة ضد حكم العسكر(غضبان يا مصر). توثيق ثورة الشعب المصري 25 يناير 2011. أنا اسمي خالد محمد سعيد. توثيق تاريخ 25 يناير 2011. رصد جرائم السلطة- ملف 25 يناير. جرائم المجلس العسكري. إئتلاف ماسبيرو. انا اسمي خالد سعيد. أنا اسمي خالد محمد سعيد. شهداء ثورة 25 يناير ورد يفتح في جناين مصر. شهداء 25 يناير ابطال مصر. الراجل اللي ضرب شفيق بالجزمة شيرها لتتخطى صفحته الرسمية. ابوالفتوح مرشح الاخوان السري. حزب الدستور. هبة السويدي. حملة دعم د. عبدالمنعم أبوالفتوح. حزب المصريين الأحرار. حزب الوسط. الدستوريون المصريون في الخارج. الدستور أولاً. حزب مصر القوية. وثيقة الحقوق الوطنية المصرية.
عمار يا مصر. الوفد البرلماني المسافر الى السعودية برئاسة الكتاتني للاعتذار لا- يمثلني. كلنا أحمد حرارة. عمر سليمان رئيساً للجمهورية. جمال عبدالناصر الغائب الحاضر. شهداء الألتراس في تل أبيب (بورسعيد) من قبل. كلنا مينا دانيال شهيد الحرية. حازم ابوسماعيل رئيسا لمصر. الفريق أحمد شفيق. حزب الثورة. احنا الفقراء عاوزين حقوقنا. مشروع النهضة. حزبي هو حزب الدستور. د. نهى الزيني. مصر بوك.ناس بوك. الصفحة الرسمية للنائب زياد العليمي. يوسف هذا العصر خرج من السجن ليحكم مصر. تحالف القوى الثورية.ضباط 8 إبريل. من أجل حماية ثورة الكرامة 25 يناير. حملة "لم لسانك" ضد التحريض الطائفي والعنف. ميدان التحرير. احنا آسفين يا حمار. سر التلاجة اللي ورا الجاسوس. احنا بينضحك علينا. Ahmed Zewail. الحرية لسامبو بطل معركة 28 يونيو بميدان التحرير. اللجنة الإليكترونية لحماية الثورة المصرية. مقهى البرادعوية.
 
 
 
Occupy Wall St.. حزب الحرية والعدالة- الصفحة الرسمية. "الاستبن" ريس لغاية لما تفرج. حزب الـ 4 مليون مصري حر. حزب التحالف الشعبي الاشتراكي- لجنة شرق القاهرة. حزب التيار المصري. الكتلة المصرية. التراس حزب النور. حزب الوفد العريق. جرافيتي الثورة ذاكرة وطن. فريق رسامي جرافيتي الثورة. ثوار مصر وتونس وليبيا الأحرار. العمال والثورة. الاستبن محمد مرسي لا يمثلني رئيسا للجمهورية. التراس ابوالفتوح. كلنا خالد سعيد.. كلنا سيد بلال.. كلنا مينا دانيال..كلنا شهداء الوطن. عايزنها نسبية مش أغلبية. عمال مصر. حملة دعم حمدين صباحي رئيسا لمصر (حملة مستقلة).
 مشروع النهضة خيال علمي. نؤيد عمرو موسى رئيسا للجمهورية.. وشكرا لمبارك. عسكر كاذبون. كلنا الشهيد أحمد حسين. حملة لانشاء جهاز أمني جديد من شباب الخريجين. اخوان كاذبون. حملة دستور لكل المصريين. مصر الأخرى... حضاره.. حرية.. كرامة. خيرت الشاطر (يوسف هذا العصر). الحقيقة سوف تسود. حزب العمال.