Tuesday, September 11, 2012

الأصابع الخفية



 

من يمسك بقبضة الأصابع الخفية الآن في عهد مرسي؟ من يحرك جوقة الإعلام التي عرَّت الثورة أقنعتها؟

 هل يملك وزير الإعلام الحالي حق تحريكهم وتوجيه ألسنتهم كما فعل نظام مبارك؟

 هل  يعملون لحساب شخص أو جهة لاتزال تقوم بتوجيههم؟

 من الذي كان يقبض على تلك الأصابع الخفية خلال فترة تولي المجلس العسكري السلطة؟  هل عملوا لصالحه؟ هل انتفعوا منه أو وعدوا بمنافع؟ ومن الذي يتحكم فيهم الآن؟

 هل تجري محاولات جس نبض لنقل الولاء إلى تنظيم الإخوان، أو إلى مرسي شخصياً وبطانته التي تشمل تحالفاً بين الإخوان وجهات عسكرية؟ أو إلى جهة أخرى من أجهزة المخابرات والأمن؟

 هل سيستخدم مرسي، بتوليفة حكمه المتصالحة مع كثيرين ممن كانوا يديرون الدولة في عهدي مبارك والعسكري، نفس الفريق الإعلامي الذي احترقت صورته؟ هل سيتم العمل على تجديد بعض الصور مثلاً، أو تطعيمها بمجموعة شباب جدد يتم تصنيعهم باعتبارهم نجوم ما بعد الثورة؟

من يمسك بقبضة هذه الأصابع التي اضطرتها الثورة لأن تتوقف عن التخفي وتسقط الأقنعة عن وجوهها؟

لم يكن خافياً أن جوقة الإعلام التي وقفت ضد الثورة وانحازت لنظام مبارك كانت منظَّمة، يتم توجيهها واستخدام تأثيرها على نوعيات معينة من الجمهور، بل ووضع كلمات محددة على ألسنتها، ينطبق ذلك على نجوم الرياضة -الذين وجدوا لأنفسهم فور الاعتزال شاشات ذات جماهيرية واسعة يطلون منها دون غيرهم من اللاعبين الموهوبين في الملعب-، والذين ربما يكونون أكثر موهبة وقدرة ودراية بالمجال الإعلامي، وينطبق ذلك على أنصاف وأرباع الموهوبين في مجالات الفنون والتمثيل والكتابة والصحافة.

من شوبير إلى مصفى يونس إلى إبراهيم حسن إلى مجدي عبدالغني ومصطفى يونس، إلى كثيرين ممن نصَّبهم نظام مبارك شخصيات عامة سواء كان مصدر شهرتها هو الفن أو الرياضة أو المحاماة (مرتضى منصور مثلا) أو الإعلام والصاحفة (الأخوان أديب مثلا)، اكتشفنا مع اندلاع الثورة أنهم كلهم منظمون، بل اكتشفنا أن بعضهم مكلف بأدوار معينة، عندما وجدنا تكراراً بين طريقة أداء المغني محمد فؤاد لدور الخائف أثناء الثورة مع نفس طريقته وأدائه عند أزمة مباراة الجزائر المفتعلة، التي أراد النظام بها أن يخلق معركة وطنية شعبية وهمية يصرف من خلالها طاقة الشباب! الطريف أن بعض هؤلاء اعترف ضمنياً معتذراً للجمهور عقب تنحي مبارك مثل الإعلامي عمرو أديب، ومضى دون أن يشرح لنا كيف تم توجيهه وما الأدوار التي طلبت منه، ولو حتى بشأن مباراة الجزائر التي كان له فيها دور ونصيب!

هل يمكن أن يطلب من محمد فؤاد مثلاً أداء دور لحساب مسألة يريد تحريكها رئيس الدولة الحالي، أو شخصية من الشخصيات ذات النفوذ والقوة داخل السلطة كوزير الدفاع مثلاً، هل يمكن أن يطلب من محمد فؤاد أداء دور بكائي يصرخ فيه نفس صرخاته لصرف الانتباه صوب موضوع أو باتجاه زاوية معينة من موضوع يشغل الرأي العام؟

من يملك مفاتيح صناعة الرأي العام في مصر؟ تلك الصناعة التي تعد أقوى أسلحة الدولة الإستراتيجية، والتي توصف دائماً عند الحديث عن الموازين الإستراتيجية في المنطقة العربية كلها، بأنها أحد أدوات القوة الإستراتيجية المصرية الإستثنائية؟

كيف آلت هذه الأدوار المهمة إلى أمثال محمد فؤاد وشوبير، ومرتضى منصور؟ من اختارهم؟ وبماذا كلفهم؟ وهل انتهى تكليفهم أم لا؟ هل يتقاضون الآن –كلهم أو بعضهم- مكافآت نهاية الخدمة مثلاً؟ هل يتم مكافأتهم من أموال الفقراء الذين قتل أو أصيب أولادهم ممن خرجوا دعما للثورة، بينما كان يحرِّض هؤلاء على قتلهم أو تجويعهم (إبراهيم حسن)، أو إرهابهم بـ "دانة مدفع" مثلما طالب ذلك الممثل الردئ الذي كان قد مثل يوماً فيلماً مزيفاً اسمه "طباخ الرئيس"؟

من هؤلاء؟

كيف دخلوا حياتنا وأصبح لهم قيمة في إعلامنا؟ هل كانت عفاف شعيب عفوية في ماقالته عن ألمها من تعطل الحياة وقت الثورة وعدم قدرتها على شراء بيتزا أو ريش لإبن اختها الذي شب قليلاً عن مرحلة الرضاعة؟! هل كانت عفوية أم موجهة؟ وكم قبضَتْ مقابل ذلك إذا كانت موجهة؟

كيف توقع بعض الإعلاميين حريق المجمع العلمي قبل نشوبه؟ عفواً كيف أعلنوه كخبر موثق قبل أن يحدث، فالتوقع أمر مختلف؟!

هل يجري تسليم ملفات معينة لوزير الإعلام الحالي تتعلق بأدوار أشخاص معينة، أو بعدم اعتراض طريقهم للوصول إلى الشاشة إذا ما جاءتهم أوامر من جهات أخرى بتنفيذ أدوار؟ من يملك السلطة على هؤلاء؟ من يملك تحريكهم فيملأون الإعلام صخباً بصراعات وهمية، كالتي أتحفنا بها أحمد شوبير ومرتضى منصور، وما إن قامت الثورة حتى اكتشفنا أنهما من فريق واحد!

سقط اشخاص من مناصب عليا، من مبارك إلى سليمان إلى موافي، أو هكذا خيل إلينا أنهم سقطوا، بينما تخايل أعيننا صورة أخرى في الخلفية، صورة عرفت بالخروج الآمن؛ لكن ماذا عن هؤلاء الكومبارس؟! ماذا تفعل بهم الآن تلك الأصابع الخفية التي كانت تحركهم؟ ومن يمسك بقبضة هذه الأصابع الخفية؟

No comments:

Post a Comment