Friday, May 9, 2014

عن حزب الدستور وحمدين صباحي


 
 
 
أفضل ما في تجربة الانتخابات دي بالنسبة لغير مؤيدي السيسي هو التحالف بين حمدين صباحي وبين حزب الدستور، أو بمعنى أصح خروج حزب الدستور للمشاركة السياسية الأولى الجادة بعد ما خلص فترة التكوين. الحزب ده ضم نسبة كبيرة من الناس اللي كانت من "الأغلبية الصامتة" قبل الثورة وقررت الانحياز للثورة ومواجهة النظام، وتأثرت بالحالة الليبرالية الجميلة اللي عملها البرادعي مع الثوار خلال 3 سنوات بدأت من قبل 25 يناير ...بكام شهر، واستمرت بعدها حوالي سنتين وشوية.
كويس إن البرادعي استقال من الحزب وهو على باب الدخول جوه توليفة تحالف 30 يونيو، لأنه أعفى أعضاء الحزب من صدمة المشاركة القصيرة جوه التحالف؛ اللي هو انتهى فعليا بتفويض 26 يوليو. الإعفاء من شدة الصدمة، والتركيبة الرائعة للحزب، وطبيعة فترة التكوين بتاعتهم من الصدام مع مبارك، للصدام مع العسكري ومع الإسلام السياسي أعطت للحزب مناعة كويسة، وتميز توجهاته. ده غير انها كمان ساعدته يكون عريض جماهيريا إلى حد ما؛ باعتبار إن العضوية في الأحزاب مش لازم تكون كبيرة، لكن التوجه بتاع الحزب هو اللي بيجذب مؤيدين وقت الحركة السياسية.
المميزات الـ 3 اللي فاتو عملوا منه نواه لحزب سياسي بالمعنى الحقيقي، والثمرة الأولى بانت في انتخاب هالة شكرالله رئيسة للحزب، بكل ما يمثله ذلك من اختلاف وتميز عن الطابع العام للحياة السياسية في مصر؛ اللي هو ذكوري وتقليدي وسلطوي من حيث طبيعة قياداته وعلاقتهم بالقواعد.
أفتكر إن وجود حزب الدستور في صف حمدين، ومساعدتهم ليه في استكمال التوكيلات المطلوبة للترشح مش بس بيوفر دعم كويس ليه بحيث يفضل مكمل في السباق للآخر، ده كمان مساعد حمدين على تحسين أفكاره وتحسين صياغتها بحيث تناسب طبيعة أنصار الثورة والتغيير، وده له علاقة بتغيير بعض الناس اللي موقفهم بيميل للمقاطعة رأيهم باتجاه المشاركة في الانتخابات والتصويت. مش متخيل حد ممكن يحلل تحولات الخطاب السياسي عند صباحي من غير ما يربط ده بوجوده جوه جبهة الإنقاذ، وبوجود حزب الدستور في صفه في الانتخابات. حقيقي كلامه ورؤيته نضجت كتير.




وبغض النظر عن النتيجة، اللي بالتأكيد حزب الدستور حيكون له نسبة في حصة الأصوات اللي حتروح لحمدين، تجربة الحزب محتاجة دعم واهتمام، والحقيقة ان خروج البرادعي وصعود قيادة منتخبة ومختلفة عن التركيبة العتيقة للنخبة السياسية في مصر هو الرهان السياسي على شيء من التغيير، لأنه في حالة نجاح السيسي مثلا الخطاب السائد حيكون افرم واطحن واسجن واعدم، والجنرال حيعمل ده لصالح باشوات الرأسمالية وحراسهم من جنرالات الجيش اللي عايشين على العمولات. الحزب ده وتوجهاته هو اللي ممكن يشكل نواه تلتف حولها قوى المعارضة الحقيقية بكل توجهاتها علشان تفرمل الفاشية اللي صاعدة، أو يمكن فعلا يكون الحصان الأسود اللي يقلب النتيجة ويساهم في نجاح حمدين (لو مش حتتزور في حالة فوزه يعني).

No comments:

Post a Comment